قال الملك للفيلسوف: قد فهمت ما ذكرت، فأخبرني عن من يدع ضرَّ غيره، بضر يُصيبه، ويكون له فيما نزل به، واعظ زاجر، عن ارتكاب الظلم والعدوان.
قال الملك للفيلسوف: قد فهمتُ ما ذكرت، فأخبرني عن الملك، من يحق عليه أن يثق به، ويرجو عونه، ومتى ينبغي له أن يصنع المعروف، فضلاً عن التأني عند الغضب، والروِيَّة عند الفكر، الذي إذا عمل به الملك، كرم على رعيَّتِه، وثبَّت ملكه، وحفِظ أرضه.
قال الملك للفيلسوف: قد فهمت ما ذكرت من امر أهل الثارات والاحقاد، الذين لا ينبغي لبعضهم أن يثق ببعض، فاضرب لي مثل الملوك فيما بينهم وبين قرابينهم، وفي مراجعة من يراجع منهم، بعد عقوبة أو جفوة، تكون عن ذنب، أو ظلم.
قال الملك للفيلسوف: قد فهمت ما ذكرت، فاضرب لي مثل أهل الثارات والاحقاد، الذين لا بد لبعضهم من اتقاء بعض.
قال الملك للفيلسوف: قد فهمت ما ذكرت، فاضرب لي مثل الرجل، إذا كثر أعداؤه، وأحدقوا به من كل جانب، فأشرف على الهَلَكة، فالتمس المخرج بموالاة بعض العدوّ، ومصالحته، فسلِم ممِّا يتخوَّف، ووفى لمن صالح منهم، وأخبرني عن موضع الصلح، كيف يكون.
قال الملك للفيلسوف: قد فهمت ما ذكرت، من تقلب الخيرات، إذا لم يكن صاحبه يحسن الاحتفاظ به، فأخبرني عن العجل، الغير المتثبت، ولا الناظر في العواقب، واضرب لي في ذلك مثلا.