قال الملك للفيلسوف: قد فهمت ما ذكرت، فأخبرني، أطلب الحاجة أيسر، أم الاحتفاظ بها.
قال الملك للفيلسوف: قد فهمت مثل إخوان الصفا، وتعاونهم، وعظيم منفعة الإخاء والفائدة فيه، فأخبرني عن العدو، وهل يرجع صديقا؟ وهل يوثق بشيء من أمره؟ وكيف العداوة وما ضرها؟
قال الملك للفيلسوف: قد فهمتُ ما ذكرت من مَثَل المتحابَّين، يقطع بينهما الخؤون، الكذوب، وإلى ما تصير عاقبة أمره من بعد، فحدثني إن رأيت، عن إخوان الصفا، كيف يبتدأ تواصلهم، ويستمتع بعضهم ببعض؟
قال الملك للفيلسوف، قد فهمت كلامك عن الواشي، الماهر بالخلابة، المحتال، كيف يفسد، بتشبيهه، وتلبيسه، وبالنميمة، الودَّ الثابتَ بين المتحابين. فأخبرني، إلامَ آل أمر دمنة بعد قتل شربة، وما كان من معاذيره عند الأسد وأصحابه، حين راجع الأسد رأيه في الثور؟
قال الملك، لرأس فلاسفته: إضرب لي، مثل المتحابين، يقطع بينهما الكذوب، الخائن، المحتال، حتى يحملهما على العداوة والشنآن.
بسم الله الرحمن الرحيم، وما توفيقي إلا بالله، نقل، اسحق بن حنين، إصلاح، ثابت بن قرة، وهو، أربعة عشرة شكلا.