قال الوزير: زعموا أيها الملك السعيد، انه كان ملك، من الملوك، وكان له ولد، مولع بالصيد والقنص، وكان لذلك الملك وزير، فأمر الملك، ذلك الوزيرَ، أن يكون مع ابنه، اينما كان، واينما مضى.
وفي الغد، قالت لُبَابَة: بلغني، أيها الملك السعيد، أن الملك فامان، قال لوزيره: أيها الوزير، أنت دخلك الحسد، فتريد أن أقتل، الحكيم رَويَان، وبعد ذلك أندم، كما ندم الرجل، على قتل الببغاء.
قال الصياد: إعلم، أيها العفريت، أنه كان في قديم الزمان، في مدينة الفُرس، وأرض الرومان، ملك، يقال له، الملك فامان، وكان ذا مال، وجنود وبأس وأعوان، وقد اُبْتُلِي بالبرص، وعجزت الأطباء، والحكماء، ولا السَّفُوفُ (كل دَوَاء يَابِس، غير معجون)، ولا الادهان، فهذا يوصِّي بأولادِهِ، وهذا يودِّعُ جيرانَهُ، وهذا يُغيِّرُ أخلاقَهُ، وهذا يُجهِّزُ أكفانَهُ.
قالت لُبَابَة: بلغني أيها الملك السعيد، أنه كان رجل صياد، شيخاً، طاعنًا في السن، له زوجة وثلاثة أولاد، فقير الحال، لا يملك قوت يومه، من عادته، أن يرمي شبكته، أربع مرات، لا غير، في النهار.
فتقدم الشيخ الثالث، وقال: أيها الجنيّ، يا سيدي، لا تكسر خاطري، وانا، إذا حكيت لك حكايتي، مع هذه البغلة، التي هي أعجب وأغرب، من هاتين الحكايتين، تهب لي، باقي دمه وجنايته؟
فعند ذلك، أيها الملك العزيز، تقدم الشيخ الثاني، صاحب الكلبين السود، وقال: انا الآخر، أحكي لك، ما جرى لي، وقصتي تراها، أعجب وأغرب، من قصة هذا الرجل، فإذا حكيتها لك، تهبني ثلث جنايته.