قال صاحب الغزالة: إعلم أيها العفريت، إن هذه الغزالة، هي إبنة عمي، ولحمي ودمي، وهي زوجتي من صغري، وكانت إبنة عشر سنين، وما بلغت إلا عندي، وأقمت معها نحو ثلاثين سنة، فلم أرزق منها بولد قط، لا ذكراً، ولا أُنثى، ولا حبلت قط.
ففرحت لُبَابَة، فرحاً عظيماً، وقالت: زعموا أيها الملك السعيد، وصاحب الرأي السديد، أن بعض التجار، كان غني، مُوسِر (غنيّ، ثريّ) الحال، كثير المال، صاحب نَوَال (عَطَاء)، وعبيد وغلمان، وله عدة نساء واولاد، وله معاملات ومَتَاجِر، في سائر البلاد.
ثم، إنه كان لوزير الملك شمسان، الذي كان يأمره، بقتل البنات، إبنتان، الكبيرة اسمها، لُبَابَة، والصغيرة اسمها، عزيزة، وكانت الكبيرة، قد قرأت الكتب، والمصنفات، والحكمة، وكتب الطب، وحفظت الاشعار، وطالعت الاخبار، وأقوال الناس، وكلام الحكماء والملوك، وهي عارفة لبيبة، حكيمة أديبة.
قد حكي، والله اعلم، وأحكم، وأعز وأكرم، وألطف وارحم، إنه كان، في ما مضى وتقدم، وسلف من الزمن، ملك من ملوك قحطان، صاحب جند واعوان، وخدم وحشم، وكان له ولدان، و كانا فارسين بطلين، و كان الكبير، قد ملك البلاد، وحكم بالعدل بين العباد، وأحبه أهل بلاده ومملكته، وكان اسمه الملك شمسان، وكان أخوه الصغير، اسمه، الملك شمر يهرعش، وكان ملك سمرقند.
تحميل، الاعمال الكاملة، لابن المقفع، بصيغة pdf، أو قراءتها.