سهل بن هارون، أبو عُمَر، هو كاتب، وشاعر، وخطيب، عربي مسلم، ولد في البصرة، وتلقى تأديبه فيها، ثم انتقل إلى بغداد، حيث عمل في بيت الحكمة، وتوفي، حوالي ٢١٥ه، في آخر أيام المأمون، ولا تعلم ولادته.
وقال الجاحظ (١٥٩ه - ٢٥٥ه)، في البيان والتبيين: وكان سهل، في نفسه، عتيق الوجه (هو عتيق الوجه: كريمُه)، حسن الشارة (هيْئَتُهُ، هِنْدَامُهُ، مَنْظَرُهُ)، بعيدا من الفَدَامَة (الفَدْم من الناس: العَيِيُّ عن الحجة، والكلام، مع ثقل، ورخاوة، وقل فهم، وهو أيضاً، الغليظ، السمين، الأحمق، الجافي)، معتدل القامة، مقبول الصورة، يقضى له، بالحكمة قبل الخبرة، وبرقة الذهن، قبل المخاطبة، وبدقة المذهب، قبل الامتحان، وبالنبل قبل التكشف.
وقال محمد بن يزيد المبرد (٢١٠ه - ٢٨٦ه)، في كتاب، الكامل في اللغة والأدب، وقال سهل بن هارون: يجب على كل ذي مقالة، أن يبدأ، بحمد الله، وقبل استفتاحها، كما بدئ بالنعمة، قبل استحقاقها.
ومؤلفات سهل بن هارون هي:
- كتاب الهذلية والمخزومي
- كتاب ثعلة وعفراء
- كتاب أدب أَسد بن أَسد
- كتاب الغزالين
- كتاب ندود وودود ولدود
- كتاب الوامق والعذار (يقال أيضا الوامق والعذراء)
- كتاب الضرتين
- كتاب الضرس
- كتاب شجرة العقل
- كتاب تَدْبِير الْملك والسياسة
- كتاب إِلَى عِيسَى بن أبان فِي الْقَضَاء
- كتاب ديوان الرسائل
وقال الجاحظ، في كتاب الرسائل، وربما ألفت الكتاب، الذي هو دونه، في معانيه وألفاظه، فأترجمه باسم غيري، وأحيله، على من تقدمني عصره، مثل، ابن المقفع، والخليل، وسلْم صاحب بيت الحكمة، ويحيى بن خالد، والعتّابيّ، ومن أشبه هؤلاء، من مؤلِّفي الكتب، فيأتيني، أولئك القوم بأعيانهم، الطاعنون على الكتاب، الذي كان أحكم، من هذا الكتاب، لاستنساخ هذا الكتاب، وقراءته عليّ، ويكتبونه بخطوطهم، ويصيِّرونه إماماً، يقتدون به، ويتدارسونه بينهم، ويتأدّبون به، ويستعملون ألفاظه، ومعانيه، في كتبهم وخطاباتهم، ويروونه عنيّ، لغيرهم من طلاب ذلك الجنس، فتثبت لهم به رياسة، ويأتمُّ بهم، قومٌ فيه، لأنه، لم يترجم باسمي، ولم يُنسب، إلى تأليفي.
ومن أمثلة، ما ترجم الجاحظ، باسم غيره، الرسالة، التي افتتح بها، كتاب البخلاء، ونسبها الى سهل بن هارون، وهي رسالة البخل، وهي من تأليف الجاحظ، ومن أسلوبه، وربما، غيرها من الكتب، منحول، الى سهل بن هارون.