وفي الغد، قالت لُبَابَة: بلغني أيها الملك السعيد، أن زبيدة، قالت للحمّال: لكن، بالموافقة على أن تبقى معنا، فإننا، لا نضع فقط شرط، أن تحافظ على السر، ولكن، نطلب أيضًا، أن تراعي، قواعد الأدَب، واللياقة.
وبينما كانت أختها تتحدث، اصلحت صافية الطاولة، ووضعت أنواعًا مختلفة من الاكل، وجلست هي وأختيها، وجلس الحمال بينهن، يظن، انه في المنام، ولم يزالوا كذلك، تعابير مختلفة، يَوْمٌ مِنْ حَبِيبٍ قَلِيل، شطرنج ونرد، وأشعار، إلى أن أقبل الليل عليهم، فقلن للحمال: قمّ، حان وقت الذهاب.
لهذا، أجاب الحمال، الذي لم يكن قلبه، يطاوعه على الرحيل: آه سيداتي، أين تأمرنني بالذهاب، وخروج الروح، أهون من الخروج من عندكن،
ما لمن تَمَّت مَحاسِنُهُ
أَن يُعادي طَرف من نظرا
لَكَ أَن تُبدي لَنا حُسناً
وَلَنا أَن نُعمِلَ البصرا
وإلى اين أذهب، ولن أجد الطريق، إلى منزلي أبدًا، اسمحوا لي، أن أبرئ، أقضي الليلة، أينما شئتم، وغدا، أترك نفسي، خلفي.
وأخذت أمينة، جانب الحمال، وتَأَوّهت: أنا مقتنعة، بصَوَاب مطلبه، بحياتي عندكن، تدعنه ينام، فإنه ظريف، ذُو فُكَاهَة.
أجابت زبيدة: يأبى مِنْكِ الرَفض، أختاه، وأضافت، مخاطبة الحمّال: نحن على استعداد، لمنحك هذا الجميل، لكن، يجب أن نفرض، شرطًا جديدًا، كل ما قد نفعله في وجودك، ومهما رأيت، ما تَبِتْ تسأل، ولا تتكلم فيما لا يعنيك، تسمع ما لا يرضيك، لذلك احترس، ولا تكن فضوليًا، في محاولة اكتشاف، دوافع أفعالنا.
سيدتي، رَدَّ الحمال، أَعِدْ، بموَاظَبة إطاعة الشروط، بكل دقة، بحيث، لا يكون لديكِ، سبب، لعِتابي، ناهيكِ، عن معاقبة طّيشي وفُضُولي، نعم، نعم، نعم، فانا، بلا اذان، وبلا عيون.
قالت زبيدة: احذر، من طرح أي أسئلة علينا، وقُمْ واقرأ، ما على الباب، مكتوبًا.
فقام الحمال، وأتى الباب، فوجد مكتوبًا عليه، بماء الذهب: لا تتكلَّمْ، فيما لا يعنيك، تسمع، ما لا يرضيك.
وعاد الحمَّال، فقال: اشهدوا، أني لا أتكلم، فيما لا يعنيني.
وبعد حسم هذه المسألة، قامت أمينة، وغرست في الشموع، العنبر والعود، ينثر عطره، كلما أوقدت الشموع، وأضاء الغرفة، وهج مُتَلألِئ، وجهَّزَتْ أمينة العشاء، وقعدوا في أكل وغناء، وإذ، هم سمعوا، دقَّ الباب.
ونَهَضْت صافية على الفور، ورَكَضْت، لفتح الباب، وانتظروا، حتى عادت لتخبرهم، من الذي يمكن أن يكون، في وقت متأخر، وقالت: أخواتي، هذه فرصة، لقضاء، جزء من الليل، بمرح.
هنالك، ثلاثة غرباء، عند الباب، ولكن، ما سيفاجئكم بلا شك، هو، أنهم جميعًا، عميُ العينِ اليمنى، وحليقي، الرؤوس واللِّحَى والحواجب، ويقولون، إنهم وصلوا للتو إلى بغداد، ولم يزوروها من قبل، وأدركهم المساء، وأنه ظلام، وهم غرباء، ولا يعرفون أحد يلتجئون اليه، ولا يعرفوا، أين يباتون، وقد طرقوا بابنا، بالصدفة، عسى، صاحب الدار، يعطيهم مفتاح الاسطبل، أو أي مكان، يباتون فيها الليلة، وإنهم شبان، ولطيفون، ولا يمكنني، التفكير في مظهرهم، بدون الضحك.
ولم تستطع، صافية بالفعل، الامتناع عن الضحك بحرارة، ولم يمكن لأخواتها والحمال، الامتناع من الانضمام اليها، وقالت صافية: ويا أخواتي، ولكل واحد منهم، صورة وشكل يضحك، فهل لكم أن ندخلهم، نتنادم واياهم في هذه الليلة، وغدا، كل منهم، ينصرف مكانه.
ولم تزل صافية، تتلطَّف بأختيها، للموافقة على طلبها، وهي تعلم سبب ترددهما، حتى قالتَا لها: اذهبِ، واِدْخَلِيهم، وحذيرهم، أنّ يتكلموا فيما لا يعنيهم، فيسمعوا، ما لا يرضيهم، واجعليهم، يقرأون النقش الموجود، على الباب.
ففرحت وراحت، ثم عادت، ومعها الثلاثة العور، فسلَّموا، وقامت لهم البنات، وأقعدوهم، ورحبوا بهم، وأعلنوا عن سعادتهم، في التقليل، من إرهاقهم، فشكروا، محل ظريف ومقام نظيف، وشموع توقد، وبخور متصاعد، وفواكه، وأنواعًا مختلفة، من الاكل.
ونظر الثلاثة رجال، إلى الحمَّال، فظنوا أنه منهم، وقالوا: هو مثلنا، يؤانسنا.
فلما سمع الحمال، هذا الكلام، قام وقلب عينيه، وقال: اقعدوا بلا فضول، أما قرأتم، ما على الباب؟ لا تتكلَّمْ، فيما لا يعنيك، تسمع، ما لا يرضيك.
فضحكت البنات، ثم جلسوا يتنادمون، فضيلة تبدو، نادرة تسلو، حكاية اسْتَوْسَقَت (اجْتَمَعَتْ)، موسيقى دبَّتْ، دفًّا موصليًّا، عودًا عراقيًّا، جنكًا فارسيًّا، وغنَّت البنات، وصار لهم صوت عالٍ، فبينما هم كذلك، وإذا بطارق يطرق الباب، فقامت صافية، لتنظر مَن بالباب.
وكان السبب في دقِّ الباب، قالت لُبَابَة، أن في تلك الليلة، نزل الخليفة هارون الرشيد، لينظر، ويسمع ما يتجدَّد من الأخبار، هو، وجعفر وزيره، ومسرور، كاتبه، وكان من عادته، أن يتنكَّرَ في صفة التجَّار، فلما نزل تلك الليلة، ومشى في المدينة، جاءت طريقهم على تلك الدار، فسمعوا صوت عالٍ، فقال الخليفة لجعفر: إني أريد أن ندخل هذه الدار، ونشاهد، صاحب هذه الأصوات.
قال جعفر: نخشى، أن يصيبنا منهم شر.
قال الخليفة: لا بد من دخولنا، وابْتَدع خطة، حتى ندخل.
قال جعفر: أسمع وأطيع.
ثم، تقدَّمَ جعفر، وطرق الباب، فخرجت صافية، وفتحت الباب، فقال لها: سيدتي، نحن تجار، من قرية الشيخ مؤنس، ولنا في بغداد عشرة أيام، ومعنا تجارة، ونحن نازلون في خان التجار، وعزم علينا تاجر في هذه الليلة، فدخلنا عنده، وقدَّمَ لنا طعامًا، فأكلنا، ثم تنادمنا عنده ساعة، ثم أذن لنا بالانصراف، فخرجنا بالليل ونحن غرباء، فتهنا عن الخان الذي نحن فيه، فنرجو من مكارمكم، أن تدخلونا هذه الليلة، نبيت عندكم، ولكم الثواب.
فنظرت البوابة إليهم، فوجدتهم، بهيئة التجار، وعليهم الوقار، فدخلت لأختيها، وشاورتهما، فتأسفوا عليهم، وقالتا لها: أدخليهم.
فرجعت صافية، وفتحت لهم الباب، فقالوا: أندخل بإذنك؟
قالت صافية: ادخلوا.
فدخل الخليفة، وجعفر ومسرور، فلما رأتهم البنات، أقبلن عليهم، وقلن لهم: مرحبا بكم، على الرحب والسعة، واسرِّ مقدم، لكن، يا ضيوفنا، لنا عليكم شرط.
قالوا: ما شرطكم؟
قالت البنات: تكونوا، عيون بلا لسان، ومهما رأيتم، لا تسألوا عنه، ولا تتكلموا، فيما لا يعنيكم، تسمعوا، ما لا يرضيكم.
قالوا: نعم، لكم ذلك، وما لنا في الفضول حاجة.
فخدمنهم البنات، وجلسوا إلى المحادثة، ونظر الخليفة، فرأى ثلاثة عور، بالعين الشمال، فتعجَّبَ منهم، ونظر إلى البنات، وما هم فيه، من الحُسْن والجمال، والقد والاعتدال، والفصاحة والظرافة والكرم، والانتظام والترتيب، في كل مكان، فتحيَّر وتعجَّب.
ولا زالوا في المنادمة والحديث، ثم قامت زبيدة، وأخذت بيد أمينة وقالت: يا أختي، قومي لنقضي دَيننا.
وفهمت أمينة، ما تعنيه أختها، فنهضت، وأخذت الأطباق والطاولات، وعند ذلك، قامت صافية، وكنَست القاعة، ووضعت كل شيء في مكانه المناسب، وغَيَّرَت الشموع وأضافت البخور، وطلبت من الغرباء الثلاثة، الجلوس، على أريكة، في جهة من القاعة، والخليفة ورفاقه، أخذ أماكنهم، على الجهة الأخرى، وأخلت، وسط القاعة، ونادت الحمال: كن مستعدًا لمساعدتنا، في كل ما نريدك أن تفعله، رجل مثلك، قوي، يجب ألا يظل عاطلاً.
وبعد فترة قليلة، دخلت أمينة، ووضعت في وسط القاعة كرسي، وذهبت إلى باب، وبعد أن فتحته، صرخت للحمال: تعال وساعدني.
فقام الحمال، وغادر الغرفة معها، وعاد بعد لحظة، يقود كلبان أسودان، بسلسلتين، مثبتتين على طوقين، في رقاب الكلبان، إلى وسط القاعة، وبدا، أن هذه الكلاب، أسيئت معاملتها، وتعرضت لضرب مبرح، بسوط.
ونهضت زبيدة، التي كانت جالسة، بين الغرباء والخليفة، واقتربت من الحمال، وقالت بتنهد عميق كالِح:
إلامَ (إلى ما) التَواني عَن قِيامٍ بِواجبْ
وَفيمَ (في ما) الأَماني وَالتَلاهي بِواجبْ
ثم، رفعت زبيدة أكمامها، وكشفت ذراعيها إلى الكوع، وأخذت سوطًا، قدمته صافية، وقالت: يا حمّال، قد أحد هذه الكلاب، إلى أختي أمينة، وتعال إلي، بالآخَر.
وفعل الحمال، ما أمر به، وعندما اقترب من زبيدة، بدأ الكلب، الذي كان يجره، في العواء، ورفع رأسه، نحو زبيدة، صُورَة تَوَسُّل، يحرِّك رأسه.
ودون النظر، لصرخات الكلب الآهْ (آهَ، تعبيرًا عن توجّع، أو شكوى)، التي ملأت المنزل، جلدته زبيدة، حتى كلَّتْ سواعدها، وعندما لم يعد لديها قوة، رمت السوط، ونظرت بنسيم اِبتِئاس (حُزْنٍ وَغَمٍّ وَسُوءِ حالٍ)، لا لا ...
لا تحسَبنَّ الحُزنَ يَبقَى فإنَّهُ
شِهابُ حَرقٍ، واقدٌ ثُمَّ خامدُ
ستألَفُ فِقدانَ الَّذي قدْ فقدتَهُ
كإلْفِكَ وِجْدان الَّذي أنتَ وَاجِدُ
علَى أنَّه لابُدَّ مِن لذْع لَوعةٍ
تَهبُّ أحايينا كَما هَبَّ رَاقدُ
ومَن لَم يَزَل يَرعَى الشَّدائدَ فِكرهُ
عَلى مَهلٍ هَانت عَليهِ الشَّدائدُ
قال الحمال، فقالت للحمَّال: رُدَّه، وهات الثاني.
فساقه الحمال، وأخذ الآخر، من يديّ أمينة، وقدمه لزبيدة، وفعلت زبيدة به، مثل ما فعلت، بالأول، وبكت، وأعادت أمينة، الكلب.
فعند ذلك، اشتغل قلب الخليفة، وضاق صدره، وغمز جعفر، أن يسأل ويعرف خبر الكلبين، فقال له جعفر بالإشارة، أن الوقت، لم يحن بعد.
وبقيت زبيدة، لبعض الوقت، في منتصف الغرفة، ثم، قالت صافية: أختي العزيزة، ألن تعودي إلى مكانك، لقضاء ما عليّ.
نعم، أجابت زبيدة، وجلست على الأريكة، والخليفة وجعفر ومسرور، عن يمينها، والغرباء والحمّال، عن شمالها، والشموع مشتعلة، والبخور متصاعدة، وتَدَلَّى الصمت، وكَدِر (اِشْتَدَّتْ وَطْأَتُهُ) وأطال، وقالت صافية، التي جلست على المقعد، في منتصف الغرفة: أمينة، أختي، اِنْهَضِي، أنت تفهمين، ما أعنيه.
فقامت أمينة، ودخلت الى غرفة مختلفة، عن حيث تم إحضار الكلاب، واقبلت، ومعها علبة مغطاة، بأطلس أصفر، مزينة بالذهب، واخرجت عودًا، وأصلحت أوتاره، وقدمته لأختها، فدغدغته بأناملها، وحركت اوتاره، وانشدت قصيدة، كان وكان.
أختي، صوتي يخذلني، هل تأخذيها، و … نعم، أنتم مرادي … وقصدي، بكم جنوني، وبكم تولهي، جرت دموعي، على خدي، و … الغناء، بدلاً مني.
واخذت أمينة العود، وحركت اوتاره، بقدر كبير من العاطفة، وغنت لبعض الوقت:
فَإِلَى مَتَى هَذَا الصُّدُودُ وهذا الْجَفَا
أفما جَرَى مِنْ أَدْمُعِي مَا قَدْ كَفَى
ولكم تطيل الْهَجْرَ لِي مُتَعَمِّدًا
إنْ كَانَ قَصْدُكَ حَاسِدِي فَقَدِ اشْتَفَى
رفقا عليَّ فقد أضر فيَّ الجَفا
يا مالكي ما آن لي ان تعطفا
فلما سمعت صافية ذلك، صرخت: ثوب الضنى قد لبسته، فيه النعيم الدائم، والبعد عنكم ظَلِيم، وما على إذا ما، ووقعت على الأرض، مغشيًّا عليها، وبان من بين ثيابها، ندوب ضرب، كضرب السياط.
بينما ركضت زبيدة وأمينة، لمساعدة أختهما، رأى الخليفة، أثر ضرب السياط، فتعجَّبَ من ذلك، غاية العجب، ورشَّت أمينة الماءَ على وجه أختها، وقال الخليفة لجعفر: أَمَا تنظر إلى هذه المرأة، وما عليها من أثر الضرب، فأنا لا أقدر أن أسكت على هذا، ولا أستريح، إلاّ إن وقفتُ على حقيقة خبر هذه الصبية، وحقيقة خبر، هاذين الكلبين، الذين تعرضوا، والصبية، لسوء المعاملة.
صرخ أحد الغرباء: كنت أفضل النوم، في الهواء الطلق، ليتنا ما دخلنا هذه الدار، ليتنا ما تكدَّرَ مبيتنا، مشاهدة هنا، مثل هذا المشهد.
قال جعفر: يا مولانا، قد شرطوا علينا شرطًا، وهو، ألَّا نتكلَّم فيما لا يعنينا، فنسمع، ما لا يرضينا.
فالتفت الخليفة إلى الغريب، وقال: ماذا يعني، كل هذا؟
لا أعرف أكثر منك، أجاب الغريب.
قال الخليفة: أَمَا أنتم من هذا البيت؟ ألا يمكنكم إخباري، عن الكلبين، والسيدة؟
قال الغرباء: لم نكن في هذا المنزل قبل الآن، ودخلناه، قبل بضع دقائق، منك.
ربما، الرجل الذي معكم، يعرف خبرهم، قال الخليفة.
وأومأ أحد الغرباء، للحمال، ليقترب، وسأله الخليفة، عما إذا كان يعرف، سبب تعرض، الكلاب للضرب، ولماذا، أثر ضرب السياط، على صافية؟
فقال الحمَّال: ما رأيتُ هذا الموضع، إلا هذه الليلة، وليتني، لم أبت فيه.
فقال الجميع: نحن سبعة رجال، وهنّ، ثلاث نساء، وليس لهن رابعة، فنسألهن عن حالهن، فإن لم يُجِبْنَنَا طوعًا، أجبننا، كرهًا.
واتفق الجميع على ذلك، فقال جعفر: ما هذا، رأي سديد، دعوهن، فنحن ضيوف عندهن، وقد شرطن علينا شرطًا، فنوفي به، ولم يَبْقَ من الليل إلا القليل، وكلٌّ منَّا، يمضي إلى حال سبيله.
قالوا: ومَن يسألهن؟
قال بعضهم: نكلف الحمَّال.
وسمعتهم زبيدة يتحدثون، وكانت صافية، تعافت من إغماءها، فاقتربت منهم، وقالت: ما بكم، وفي أي شيء، تتكلمون؟
فتقدم الجمال، وقال: يا سيدتي، هؤلاء السادة، قد كثر بينهم، السؤال، أي سبب، ضرب الكلبين، وخبر اختك، وندوبها.
والتفتت زبيدة منزعجة، وسألت: أحقاً أيها الغرباء، أنكم كلفتم هذا الرجل، الاِستِعلام؟
فقال الجميع: نعم، إلا جعفر.
فلما سمعت الصبية كلامهم، ردت عليهم بنبرة، أظهرت، مدى الإساءة اليهم: لقد آذيتمونا يا ضيوفنا، الأذيةَ البالغة، وهبناكم، من ذات أنفسنا، وادخلناكم، منزلنا، واطعمناكم، زادنا، وأعلمناكم، شرطنا، من يتكلم، فيما لا يعنيه، يسمع، ما لا يرضيه، فتَعَرَّضتم لنا، وأَخْلَفتم عهدكم، وأنشدت:
لا يكتمُ السرَّ إلاّ من لَهُ شرفٌ
والسرُّ عِندَ كِرامِ النَّاسِ مكتومُ
وَمَا شَرَفُ الإنْسَانِ إِلَّا بنفسِهِ
وَإِنْ خَصَّهُ جَدٌّ شَرِيْفٌ وَوَالِدُ
إِذَا كَانَ كُلُّ النَّاسِ أَبْنَاءَ آدَمٍ
فَأَفْضَلُهُمْ مَنْ فَضَّلَتْهُ المَحَامِدُ
ثم، ضربت زبيدة الأرض، ثلاثَ ضربات، وقالت: عجِّلوا. وأدرك لُبَابَة الصباح، فسكتت عن الحديث المباح.