دخلت الولايات المتحدة الامريكية، الحرب العالمية الثانية، في ديسمبر ١٩٤١، بعد الهجوم الياباني المفاجئ، على بيرل هاربر.
في حزِيران ١٩٤٢، وقع الرئيس الأمريكي، فرانكلين روزفلت، Franklin D. Roosevelt، أمرًا، بإنشاء، مركز الخدمات الاستراتيجية (OSS, Office of Strategic Services)، وعين، وليام جوزيف دونوفان، William J. Donovan، لرئاسته.
كانت الوكالة المشكلة حديثًا، مسؤولة، عن التجسس، وجمع المعلومات عن العدو، وتحليلها، وعن العمليات السرية، وعن الحرب النفسية، وابتكار العمليات النفسية والدعاية، وعن الاستخبارات المضادة، وعن مهام التطوير التقني، وكانت محورية في إنشاء الوكالة الاستخبارات المركزية.
كان وليام دونوفان، من المؤيدين الرئيسيين لـ الحرب النفسية، وشكل، داخل مركز الخدمات الاستراتيجية، فرع العمليات المعنوية، في مارس ١٩٤٣، وغرضه، استخدام الحرب النفسية، لاستهداف، كل من عامة السكان، والقوات العسكرية، لقوى المحور.
في عام ١٩٤٣، توصل إدغار سالينجر،Edgar Salinger، الخبير الاستراتيجي للحرب النفسية، في مركز الخدمات الاستراتيجية، إلى خطة، لإستغال المعتقدات الدينية اليابانية، واللعب عليها، لدفع الجنود والمدنيين اليابانيين، إلى التصرف الغير المنطقي، و إثارة خوفهم ورعبهم.
بدأ سالينجر، حياته المهنية، في مجال الاستيراد والتصدير، في طوكيو، في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى، وأصبح، من خلال تعاملاته التجارية، على دراية بالثقافة اليابانية ولغتها ومعتقداتها.
حددت موضوعات، للاستفادة من البيانات التي جمعت، من ذوي المعرفة بالثقافة اليابانية، لاستغلال نقاط ضعف النفس اليابانية، ضدها، واستغلال الحوافز الخارقة للطبيعة، والخرافات اليابانية، لاستعمالها، ضد سكان البلاد.
اقترحت تكتيكات، مثل، تسميم الأشجار المقدسة، وإسقاط بالونات، فوق اليابان، صورت الإمبراطور وهو حليق الجانب الأيسر من الرأس، للسخرية، من معتقدات اليابانيين فيه.
وفي أحد المخططات، اقترح، رسم بعض الحيوانات البيضاء، على الدبابات المتوجهة لغزو اليابان، فالحيوانات البيضاء، كانت مقدسة لدى اليابانيين، وبالتالي، فقد يترددوا في مهاجمة الدبابات.
والشنتو، هي ديانة، ظهرت وتطورت في اليابان، وكانت ديانة الدولة الرسمية، ما بين عامي، ١٨٦٨ و١٩٤٥، وكان الإمبراطور، يعتبر إله الشنتو، في شكل بشري.
في الشنتوية، هناك أرواح معبودة تسمى كامي kami، ومن بينها ثعالب روحية تسمى كيتسونه Kitsune .
الكيتسونه، بعضها خير، وصديق، ووليّ مخلص، ومن المكن أن يجلب الحظ السعيد، ومع ذلك، ينظر إليه الشينتويون، عند إضاءته، على أنه نذير للأوقات العصيبة، وأنه أيضًا، يمكن أن يكون مؤذيا، ويمكنه امتلاك البشر، وإجبارهم على الهلوسة، والقيام بأعمال مشينة.
رأى سالينجر الفرصة، وتم صياغة مشروع فانتازيا، Project fantasia، على هذا الخوف، وذلك، لإحباط معنويات العدو، وأمل الرعب، واليأس، والخوف، من خلال تعريض الجنود، والمدنيين اليابانيين، للثعالب المتوهجة.
ابتداءً من أواخر عام ١٩٤٣، جرب الأمريكيون، بالونات على شكل ثعالب، مغطاة بطلاء مضيء، وصافرات، وروائح اصطناعية، تماثل، أصوت وروائح الثعالب، لتلبية الخرافات اليابانية، فتظهر فوق ساحة المعركة، فترعب المراقبين العسكريين اليابانيين، الذين ينقلوا الفأل السيئ، إلى البقية، واستخدام، متعاونين من بين اليابانيين، لمحاكاة أشخاص، ممسوسين، بأرواح الكيتسونه.
بنهاية عام ١٩٤٤، تم التخلي عن هذه الفكرة، باعتبارها غير عملية، أما الخطة البديلة، فكانت، اصطياد الثعالب الحية، في الصين، وأستراليا، ورشها بالطلاء المتوهج.
في عام ١٩٤٥، اختبر، إطلاق ثلاثين ثعلبًا، تم رشها بمادة كيميائية مشعة، في حديقة سنترال بارك في الولايات المتحدة الأمريكية، للتأكد، من أنها ستخيف الناس بالفعل، نتيجة لذلك، المواطنون المذعورون، الذين صُدموا من المشهد المفاجئ، للحيوانات الشبيهة بالأشباح القافزة، فروا.
لم تتح الفرصة لمشروع فانتازيا، نتيجة استخدام أمريكا، القنبلة الذرية، على هيروشيما وناغاساكي، مما أدى، إلى إنتهاء الحرب.