في الحفاظ على الشَعر، وعلاجه، ثابت بن قرة

فأما ما يسرع انبات الشعر، فان يدلك مواضع الشعر، بحب الغار، فانه يسرع انباته، خاصة إذا عجن بالخل والزيت، أو الزيت وحده، حسب البدن.

كذلك ان عجن حب الغار، بدهن الفجل والخروع (الخروع، هو نبات معروف بلين أعضائه، ورقه كورق التِّين، وله بذور ملساء كبيرة الحجم، غنيّة بالزيت الذي يسمّى زيت الخروع، يستعمل مُسْهِلاً ومليّنًا ومطرّيا للبشرة).

ومن القوي في ذلك، وتنبته في جميع البدن، خاصة الحواجب، الْحبَّة السَّوْدَاء وَهِي الْمَعْرُوفَة بِحَبَّة الْبركَة، إذا سحقت، وطلي بها الشعر.

فأما ما يمنع من تشققه، وتناثره، فالتمريخ (دَهنَهُ) بدهن، مضروب بماء غسله بلعاب (لُعَابُ النَّحْلِ: الْعَسَلُ) بذور القاطونة (نبات له أزهار بيضاء صغيرة، تستعمل البذرة، والقشرة، حيث تحتوي على مواد دهنية)، وخطمي (نَبَاتٌ عُشْبِيٌّ).

فأما الذي يفنيه من الوجه، وسائر البدن، فثلاثة.

أحدها حلاق الشعر، وهو النورة (أخلاط تضاف إلى الكلس كالزرنيخ وغيره تستعمل لإزالة الشعر)، والزرنيخ، والمياه، والأدهان، المتخذة منها.

الآخر، يقال له مرقق الشعر، مثل دقيق الشعير، والباقلى (فول)، والكرسنة (نوع اعشاب)، والبورق (الملح الصوديومي، لحمض البوريك، يذوب بسهولةٍ في الماء الدافئ، وبصعوبة في الماء البارد)، والنطرون (ملح البارود)، وما أشبه ذلك.

والآخر، يقال له مبطل الشعر، ومذهبه، خطر، مثل الشوكران (عشبة سامة)، والأفيون، وما أشبه ذلك.

وما يمنع من نبات الشعر البتة، هو ان يؤخذ بيض النمل، و بزر البنج (البنج الأسود، جنس نباتات طيبه مخدرة)، و بزر قطونا (نبات من جنس لسان الحمل)، وشب (مِلْحٌ معدنيّ يُستعمل في الصِّباغة وحفظ الجلود)، وأفيون (مادَّةٌ عِبارَةٌ عَنْ عُصَارَةٍ، تُسْتَخْرَجُ مِنَ الخَشْخَاشِ)، يطلى به بعد النتف، بخل مصعد (خَلّ مُصَعَّد وشراب مصعَّد إِذا عولج بالنَّار حَتَّى يَحُول عمَّا هُوَ عَلَيْهِ، لوناً وطعماً)، ويدهن ذلك.

وفي حفظ الشعر على حالته الطبيعية، وما يمنعه من الانتثار، والصلع، ويزيد فيه، ويقوّيه، الغسولات و الأدهان.

فمن الغسولات: الاهليلج الأسود (جنس أشجار، تنبت في الهند والصين وغيرهما، وأنواعها كثيرة، ثمرها على هيئة حبّ الصَّنوبر الكبار)، وماء الترمس، وماء السلق، ودقيق الحمص، والبورق، وماء الحنظل (نبات شديد المرارة يمتد على الأرض، ثمره يشبه البطيخ ولكنه أصغر منه. يستعمل في الطب)، ومرارة الثور. أو يطلى بصبر مسحوق، ينقع في ماء الآس (شجر دائم الخضرة، بيضيّ الورق، أبيض الزَّهر أو ورديُّه، يُزرع للتزيين ولرائحته العطريّة، وثماره لُبِّيَّة سوداء تؤكل غضَّة وتجفّف فتكون من التَّوابل)، وشراب، حتى ينحل، ثم يطلى به في الحمام، ويترك ساعة، ثم يغسل.

ومن الأدهان: دهن الآس، دهن اللادن، دهن الشقايق، دهن الاملج، ودهن الافستين.

صفة دهن الآس

يؤخذ ماء ورق الآس، الغض، الطري.

رطل دهن شيرج (دُهْنُ السِّمْسِمِ)، أي حوالي نصف ليتر.

رطل شراب ريحاني، أي حوالي نصف ليتر. والشراب الريحاني، هو عند الأطباء، الطيب الرائحة، العطري، ومن هذا صفة بعض أنواع الآس، والريحان (الحَبَقُ).

لادن نصف أوقية، أي حوالي 34 غرام. وشجرة اللادن، هي القستوس، أو القُرَّيضة، مستديمة الخضرة، موطنها حوض البحر الأبيض المتوسط. واللادن مادة صمغية، تستحصل من القُرَّيضة، وهي مادة عطرية، لينة كالشمع.

ينقع ليلة، ثم يطبخ بنار لينة هادئة، في آنية مضاعفة، حتى ينضب الماء، ويبق الدهن. وربما طبخ دفعات.

يمتحن الدهن هل خلص من الماء، بأن يضرب فيه خلالة، ثم يدنى من النار، فان نش فانه لم يخلص.

صفة دهن اللادن

ينقع فى رطل، أي حوالي 408 غرام، من دهن الآس، أوقية، أي حوالي 34 غرام، لادن مسحوق، يوما وليلة.

يغلى في آنية مضاعفة، حتى ينحل اللادن، ثم يرفع، أو يسحق فيه الشيء بعد الشيء، فانه يجزى.

صفة دهن الشقايق

يؤخذ شقايق حمر (زهرة برية، ينتشر هذا النبات، في بلاد الشام، سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، وفي الجوف شمال السعودية، وللزهرة عدة ألوان، بينها البنفسجي، الزهري، الأحمر، الأبيض، القرمزي، القرنفلي، والأرجواني).

ينقى النور (الزّهْرُ)، حتى يخلص من الفقاح (التفتُّحُ).

يجفف في الظل.

يسحق وينخل.

يجعل في الرطل، أي حوالي 408 غرام، من دهن الآس، وزن أوقيتين، أي حوالي 68 غرام.

تشمس ثلاثة أسابيع، ثم يرفع.

دهن الاملج

أملج منقى (الأملج هو ثمر شجرةٍ من الهند، أسود يشبه عيون البقر، وله نوىً، مدور، حادّ الطرفين، إِذا نزعت قشرته، انفلقت النوى على ثلاث قطع)، وآس، ولحا شجرة الصنوبر، بالسوية.

يطبخ بالماء حتى يأخذ قوتها.

يصفى، ويصب عليه مثله، دهن شيرج (دُهْنُ السِّمْسِمِ).

يطبخ في آنية مضاعفة، حتى ينضب الماء، ويبق الدهن.

صفة دهن الافسنتين

حب الغار، ولادن، وافسنتين (نبات، ذكي الرائحة، مر الطعم، ورقه كورق الصعتر، تشبه شجرة السفرجل) ،بالسوية.

يسحق، ويصير في خرقة رقيقة.

ينقع في دهن الآس أسبوعا، ثم يمرس (أَنْقَعَهُ، حَلَّلَ أَجْزَاءهُ إِلَى أَنْ تَذُوبَ) فيه، حتى ينحل، ثم يرفع.

في القمل والقمقام

علاج ذلك، أن يبتدأ تنقية البدن، والرأس.

يعالج، ان كان في البدن كله، بأن يطلى، بصبر، ومرّ (صَمْغُ شَجَرٍ يُسْتَعْمَلُ فِي الطِّبِّ، طَيِّبُ الرّائِحَةِ مُرُّ الطَّعْمِ)، وبوْرَق، في الحمام.

يترك ساعة، ثم يغسل بماء، قد طبخ فيه، ورد، وآس، وورق الصنوبر الغض، المدقوق، المعصور.

اما للحكة فما هو نافع، شياف ماميثا (هو عصارة نبات الخشخاش)، جزء بورق، نصف جزء قسط (نوع من النباتات)، سدس جزء نشاء بوزن الجميع، يعجن بخل ممزوج مكسوراً بِالْمَاءِ.

يطلى في الحمام بعد النورة (أخلاط تضاف إلى الكلس كالزرنيخ وغيره تستعمل لإزالة الشعر)، يترك ساعة، ثم غسل ويلبس الكتّان.

فأما ان كان تولد القمل، في الرأس وحده، فعلاجه، خربق أسود (نَبات وَرَقُه أَبْيضُ وأَسْوَدُ)، بورق جزئيين سواء، زبيب الجبل (نبات أغصانه قائمة سوداء) ثلث جزء، يدق، ويداف (يخلط) بدهن ورد. يطلى به في الحمام ساعة، ثم يغسل.

وان كان صعبا قويا، فعلاجه، بورق، سماق، خربق أسود، درهم درهم، أي 3.17 غرام، زبيب الجبل نصف درهم، أي 1.585 غرام، أصل الحماض دانقين (نبت من عشب الربيع شديد الحموضة)، أي 1.06 غرام، يدق ويعجن بخل حمر، وتغسل به الرأس.