فان إيك فريكينغ

تتكون الحواسيب، من العديد من المكونات، الميكانيكية، والإلكترونية.

نتيجة لذلك، عندما تكون قيد التشغيل، وعند معالجة المعلومات، فإن الحواسيب تنتج، الحرارة، الأصوات، الإشارات الكهربائية الشاردة من كابلات الطاقة، والإشعاعات الكهرومغناطيسية.

باستخدام المعدات، والمعرفة المناسبة، يمكن اعتراض الإشارات، ويمكن لشخص ما مثلا، قراءة، ما هو موجود على شاشة الكمبيوتر.

سُمِيَّ هذا ب، فان إيك فريكينغ Van Eck phreaking، أي تسلل فان إيك، على اسم عالم الكمبيوتر الهولندي، ويم فان إيك، Wim van Eck، الذي كان أول من أظهر قابلية تنفيذ هذا النوع من الهجمات للعموم، في عام ١٩٨٥.

أظهر فان إيك، أنه من المكن، التنصت على وحدة عرض فيديو، باستخدام، جهاز تلفزيون، ومعدات بقيمة ١٥ دولارًا.

لاحظ فان إيك، أن داخل وحدة عرض الفيديو، يتم تضخيم إشارة الفيديو، إلى عدة مئات من الفولت، قبل إدخالها في أنبوب أشعة الكاثود cathode ray tube. لذلك، فإن الإشعاع الناشئ، عن إشارة الفيديو، سيكون المكون المهيمن، الذي تولده وحدة عرض الفيديو، في معظم الحالات.

يُظهر الانبعاث المشع، تشابهًا ملحوظًا، مع إشارة البث التلفزيوني.

بناءً على هذه الملاحظة، أوضح فان إيك، أنه من الممكن استخدام، هوائي موجه، ومضخم هوائي، لالتقاط الانبعاث المشع، من وحدات عرض الفيديو، وتكرار الصورة المعروضة على وحدة عرض فيديو أخرى.

قدّر فان إيك، الحد الأقصى لتكرار الصورة المعروضة، لوحدة عرض فيديو في غطاء بلاستيكي، ب ١ كم، ولوحدة عرض فيديو، في غطاء معدني، ب ٢٠٠ متر، كما أنه اعتبر، أنه إذا تم استخدام، معدات التقاط وفك تشفير، أكثر تطوراً، يمكن أن تكون المسافة القصوى، أكبر بكثير.

كانت تجارب فان إيك، على شاشات أنبوب أشعة الكاثود القديمة، وفي عام ٢٠٠٤، أظهر ماركس كون Markus Kuhn، من جامعة كامبريدج، في المملكة المتحدة، أن هذا النوع من الهجمات، قابل للتطبيق أيضًا، على شاشات عرض البلورات السائلة (liquid-crystal display (LCD))، عن طريق التقاط الانبعاثات، ليس من الشاشة نفسها، ولكن من الكابل، الذي يربطها بالكمبيوتر، بمعدات بتكلفة أقل من ٢٠٠٠ دولار.

بعد تجارب فان إيك، توسعت الأبحاث، إلى مكونات وطرفيات الحاسوب الأخرى، مثل الكابلات التسلسلية، التي استخدمت لتوصيل الطابعات، وكابلات ال يو إس بي USB، المستخدمة في تصويل لوحة المفاتيح، وكل هذه تنتج انبعاثات مساومة، على مسافة، بعشرات الأمتار.

كان الباحثون الحكوميون، على علم بإشعاعات فان إيك. خلال الحرب العالمية الثانية، كان أحد الأجهزة الرئيسية، التي استخدمها الجيش الأمريكي، والبحرية الأمريكية، لتشفير النص، هو : Bell B2-131 .

لاحظ باحث، في مختبرات بيل Bell، أنه في كل مرة يتم استخدام الجهاز، تظهر ذبذبات، على راسم الذبذبات Oscilloscope، الموجود، في جزء بعيد من المختبر.

بالنظر بعناية إلى أنماط هذه الذبذبات، استطاع الباحث، معرفة النص، الذي تم تشفيره.

تم إجراء تجربة، وضع مهندسو بيل، في مبنى في شارع فاريك Varick، في نيويورك، وعبر الشارع، وعلى بعد حوالي ٢٥ مترا، من مركز تشفير لسلاح الإشارة الأمريكي.

سجل المهندسون، الإشارات لمدة ساعة تقريبًا. بعد ثلاث، أو أربع ساعات، حصل المهندسون، على حوالي ٧٥٪، من النص الغير المشفر، الذي كان يتم تشفيره.