هذه وصفة خبز او كعك أقراص فَتيت، من القرن الرابع بعد الهجرة، أي العاشر ميلادي، مأخوذة من كتاب الطبيخ، لابن سيار الوَرَّاق، وهي كالتالي:
تؤخذ كَيْلَجة، أي 1.088 كغ دقيق سميذ.
يؤخذ له نصف رطل، أي 204 غرام سكر صلب، ليس برخو ولا لين، مخلوط برطل، أي 0.52 لترمن ماء. ومن لم يمكنه، جعل بدله سكر أحمر، على ما أحبَّ الحلاوة.
يعجن به عجناً شديداً، ويترك حتى يختمر.
إذا اختمر، صب عليه خمس أواقي، أي 170 غرام دهن لوز مقشور.
عجن به عجناً خفيفاً، وقرص أقراصاً على مقدار متساوي بقالب.
ذر على وجهه سمسم مقشور، ورُيِّش، أي زينّ.
خبز في التنور حتى يحمر.
إذا أخرج من التنور، ترك في الهواء ساعة، حتى إذا جف، أكل؛ فإنه يتفتت في الفم.
وأهدى محمد الأمين، إلى إبراهيم بن المهدي، أقراصاً جافة عملها له أبو نصير الخباز، فأكل منها، فاستطابها، وبعث منها إليه، فقال إبراهيم بن المهدي:
١ - كلّ لطفٍ من الأمين وسَرّا
حين أهدى خُبْزَ الفَتيت وبَرّا
- سَرّا: سخا في مروءة ورجولة.
- بَرّا: عَمِلها وصنعها.
٢ - هنّ أقراصُ ذي اعتدالٍ سواءٌ
كلُّ قرصٍ منهنّ يُشبهُ بَدْرا
٣ - طعمُها الشَّهد في المذاقةِ والري
حُ إذا شُّمَّ ريحُ عودٍ مطرّا
٤ - فهي في اللَّونِ كاللُّجَيْن وكالتِّب
ر جميعاً في الضدِّ بِيضاً وصُفرا
- لُّجَيْن: فضة.
- تِبْر: فُتات الذهب والفضّة قبل أن يُصاغا.
٥ - قُّدِّرت قبلَ وَضْعها باعتدالٍ
فإذا قِسْتَ وُسْعَها قلتَ قَبْرا
٦ - عُجِنَتْ بالطَّبَرْزَد المَحْضِ حتّى
خِلْتها سُكَّراً وشَهْداً وعِطْرا
- سكر طَّبَرْزَد: سكر صلب ليس برخو ولا لين.
٧ - خَلْطُها الزَّعْفَران والمِسْك فيها
أعْطياها لَوْناً وطَعْماً ونَشْرا
- نَشْرا: ريح طيِّبة.
٨ - ثم لُتَّت، بدُهن لَوْزٍ طَريًّ
فهي في اللَّمْسِ منه تَقْطُرُ قَطْرا
٩ - وعلى وَجْهها سُطورٌ من السِّمْ
سِم واللَّوْز والصَّنَوْبَر تَتْرى
- تَتْرى: متتابعون، واحد بعد واحد.
١٠ -فهي مَصْفوفةٌ عليها ولكن
إن ما مِلْتَهنّ أبْصرتَ تِبْرا
- مِلْتَهنّ: رغبتهن.
- تِبْرا: تبِر الشَّيءُ/ تبِر الشَّخصُ: تبَر، هلك.
١١ - يا أمينَ الإله عِشْ ألفَ عامٍ
أبداً في السُّرور لا ترى ضُرّا
١٢ - إنْ شكرتك يا ابنَ أخٍ عليها
تكتسي منه في البرّية ذِكْرا
- برّية: خَلْق.