الخبز والكعك، في القرن الرابع هجري، أي العاشر ميلادي

اعتبر في القرن الرابع هجري، أي العاشر ميلادي، ان طبع، وفوائد الخبز المتخذ من الحبوب، كطبع الحب الذي اتخذ منه.

واعتبر خبز الحنطة، الأكثر غذاء، والاوزن، والأشد تمونا، كما اعتبر انه الأكثر ملاءمة للناس.

وأما خبز الشعير، فإنه اعتبر قياساً إلى خبز الحنطة، انه قليل الإغذاء.

وأما خبز الأرز، فهو كثير الإغذاء، أقل نفخاً من خبز الحنطة، وقد قيل، انه إذا طبخ الأرز مع اللبن، وأكل مع السكر، فانه نافع، كثير الإغذاء.

واما الفول والحمص فهما كثيرا النفخ، والمقلو منهما اقل نفخا.

كما اتخذ الخبز من العدس، والماش وهو نوع من النباتات يتبع جنس اللوبياء، والجُلبان وهو البازلاء، وصنع من الذُّرة البيضاء.

وتنوعت الطرق التي كان يخبز بها، فاستعمل التنور، وهو تَجْوِيفٌ أُسْطُوَانِيٌّ ذو عمق يستعمل للطهي، وكان العجين يلصق بداخله، او تستعمل انية توضع في داخل التنور ويطهى بها الخبز.

كما استعمل المستوقد، وهو يكون مستطيلاً منحرفاً للتمكن من النار فيه.

وخبز الطابق، وهو مسطح مستدير من فخار، يوضع على النار بأحجار ثلاثة، ويصب عليه العجين المائل للسيولة.

وقد يخبز الخبز في الرماد الحار، ويبقى باطنه نيئا، وربما نثر عليه بزر الخشخاش، وهو من طعام المسافرين.

واختلفت وتعددت المكونات التي كان يصنع منها الخبز، كالدقيق، الخمير، الملح، الملح الحجري، زيت السمسم او زيت الزيتون، اللبن، وكان البعض منه يزين.

فكانت هنالك عدة أنواع من الخبز، كخبز الماء النبطي، خبز البَرازيذج، الخبز المعروك، خبز الرُّقاق، وخبز أبي حمزة.

كما تعددت المكونات التي كان يصنع منها الكعك، كالدقيق، طحين السمسم، دهن اللوز، الزعفران، ماء الوَرْد، شمع النَّحل، لب جوز، سمسم مقشور، النَّشا، بياض البيض، سكر أبيض او أحمر، ملح، خمير، الحليب بالمستكة وماء الوَرْد والسكر.

فكان هنالك عدة أنواع من الكعك، ككعك أبي عطاء الكاتب، وكعك القَناني، وكعك أقراص فَتيت ، وكعك اللَّوْزينَج.

وكمثال هذه وصفة كعك اللَّوْزينَج:

يؤخذ النَّشا، فيُحْلَّ حَلًّا ثَخيناً، ويُصفّى.

يخلط على كل أوقية، أي 34 غرام، بياض بيضة، ويضرب ضرباً جيداً متتابعاً.

تعمد إلى الطَّابَقُ، وهو إناء من الفخار أو الزجاج، عميق القعر يُطبخ فيه الطعام، فتحميه، وتمسح على وجهه بخرقة فيها شمع وهو ما يفرزه النَّحل، ولب جوز.

تغترف من العجين، وتصبه عليه، وترده إلى النار فإذا نضج، قلعته عنه، ومسحته بالخرقة، وعملت غيره.

ومن أراد أن يزيد في ثُخْن اللوزينج، زاد في ثخن العجين، والصقه على الطابق، على ما وصفنا، إن شاء الله.