هذه وصفة الخبز المعروك، من القرن الرابع بعد الهجرة، أي العاشر ميلادي، مأخوذة من كتاب الطبيخ، لابن سيار الوَرَّاق، وهي كالتالي:
يؤخذ مكوك، أي 3.264 كـغ من الدقيق.
يجعل ثلاث أواقي، أي 102 غرام من الخمير.
يجعل عشرون درهماً، أي 63.47 غرام من الملح.
يعجن عجناً شديداً يابساً، ويغطى حتى يختمر.
إذا اختمر، رش عليه بمقدار ثلاثين درهماً، أي 0.120 لتر ماء، في ثلاثة مرات.
يقطع عليه أرغفة، ويعرك على رخامة لينة بالزيت عركاً جيداً متتابعا، ثم يقرص ويغطى بمنديل ندي.
يوقد له التنور، وتكون ناره لينة.
يرش في وجهه ماء مع اللبن.
يغطى التنور بالغطاء، ومن فوقه بخيشي مبلول حتى ينضج.
تفتح عليه العين حتى يحمر وجهه، ويمسح وجهه بالماء إذا خرج حتى ينصقل، فإن مسح في التنور كان أحسن.
أنشدت لابن الرومي في الخبز:
١ - لا شيء أحسن من خُبْزٍ مررتُ به الغِنَى
في الكَرْخِ يوماً يجيدْ الخطفَ للبصر
- الكَرْخِ: هو سُوقٌ ببَغْدَاد.
٢ - رأيتُه في يدِ الخبازِ يَعْرُكُه
فوقَ الخِوان كمِثْلِ الدُّرِّ مُنْتَثرِ
- خُوان: ما يُوضع عليه الطَّعام وأدواته.
- دُّرِّ: اللُّؤْلُؤِ.
٣ - إذا تناوَلَ منه دُرّةً رجَعَتْ
كالتُّرْسِ من كَفِّه أوْحى من القَدرِ
- تُرْس: صفحة من الفولاذ مستديرة أو بيضية الشكل تُحمل لوقاية الوجه والرأس من الضربات.
- أوْحى: أرسل، ألهم.
٤ - ترى الرَّغيفَ بكَفَّيْهِ يُدوّره
تدْويرَ طَبًّ على التَّدْوير مُقتدرِ
- طَبًّ: مَهَر وحَذقَ.
٥ - كأنه في يَدَيْهِ وهو يُبْسطه
إذا تكامَلَ حُسْناً هالَةُ القَمَرِ
٦ - تراهُ كالبَدْرِ قبلَ النارِ لاحَ لنا
وعندَ تَوْريدِه شمس بلا كَدَرِ
- تَوْريدِه: تسليمُه، عَلَى لَوْنِ الوَرْدِ.
- كدر: عدم الصفاء.