ذكر ابن وحشية، القرن الثالث بعد الهجرة أي التاسع ميلادي، ان الحروف الهيروغليفية لها قيمة لفظية، حيث ان الحروف قد تجتمع، لتشكل كلمة، مثلا، الاحرف " ف م" تشكل الكلمة اللفظية فم.
وبالإضافة الى القيمة اللفظية، اعتبر ابن وحشية، ان للحروف الهيروغليفية قيمة رمزية.
فقد قال انهم وضعوها على هيئة الرسم، والمثال بأنواع الآلات، والأشجار، والنبات، والحيوانات، والطيور، وبعض اجزاء منها، وبعض صور من الكواكب، والنجوم، فلذلك لا تعد كثرة، ولا تحصى.
وهي انهم عرفوا الأشياء الطبيعية بحسب عقولهم، كما ينبغي، ورأوا ان يرتبوا كل مادة منها، شكلاً مناسباً لماهيته، تدل بصورتها على تلك الذات.
مثاله، يجعلون صورة شكل، يدل على انه الاسم مطلقا، فاذا اضافه شيء من اسماء الصفات، لحقوا بذلك الشيء الاصلي جزاً من شكل اخر، ويتموه بحسب ما أرادوا، على هذا الوصف.
وربما يجعلون للشكل الواحد معنيين، او ثلاثة، فأكثر، بحسب الاصطلاح.
وقال ان الحروف الهيروغليفية، قلم على البرابي، والهرمات، والنواويس، والاحجار، والهياكل القديمة، من زمن الفراعنة الأول. وقلم يكتبون به كتب دعواتهم، التي يقرونها في هياكلهم، قدام اصنامهم. وقلم كتبت به جميع العلوم، وقلم استعملته العامة.