إم كي ألترا، المشروع الفرعي ٤٨، MKULTRA Subproject 48، هو مشروع سري لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بدأ في الخمسينيات، لإجراء أبحاث في مجالات الكيمياء، الطب، الطب النفسي، علم الاجتماع، الأنثروبولوجيا (علم الإنسان Anthropology)، حَسَب ما تنطبق، على دراسة علم البيئة البشرية (Human ecology).
في مقترح التنفيذ، للسنة التي تبدأ في، ١ تموز ١٩٥٥، كان الاهتمام:
- الحاجة، إلى فهم أفضل، لوظائف الدماغ البشري، وكيف تتأثر بالمواد الكيميائية، الإصابات الجسدية، والإجراءات مثل العزل.
- الحاجة، إلى معرفة المزيد، عن نوع المعلومات، التي يجب الحصول عليها، عن الفرد، من أجل تقييمه، من حيث قدراته، وأدائه المحتمل في مختلف الحالات؛ والحاجة، إلى معرفة كيفية الحصول على هذه المعلومات، في ظل الظروف التشغيلية.
- الحاجة، إلى معرفة المزيد، عن نشأة المواقف، السلوك، الدوافع، للإنسان، وكيف يمكن تغييرها، والسيطرة عليها.
- جوانب الثقافة والمجتمع، التي يأتي منها الفرد، والتي يجب معرفتها، عند تقييم الأداء، والتنبؤ به.
- الحاجة إلى معرفة، كيف تؤثر حالات التوتر، الناشئة من العلاقات الشخصية، على السلوك البشري، والمواقف، وعمليات التفكير، والوظائف الجسدية.
- الحاجة إلى توافر مجموعة من الخبراء الاستشاريين، على دراية بالمجالات الموصوفة أعلاه، والذين يمكن دعوتهم، إلى تقديم المشورة، والمساعدة.
انطوى التنفيذ، على تأسيس جمعية اِستِجلاء البيئة البشرية (Society for the Investigation of Human Ecology; SIHE; 1955-1961)، لتخدم الأغراض التالية:
- واجهة تمويل للأبحاث.
- واجهة للتواصل مع العلماء، وللحصول على المعلومات منهم، ومن مصادر أخرى، دون الكشف، عن مَصلَحَة، ورَغبَة، الدولة.
- وسيلة لعقد مؤتمرات وندوات علمية، تمكن من إجراء استبيان سريع للمعلومات، والأصول المحتملة، في مختلف ميادين الاهتمام.
- آلية لتجميع مجموعة من الخبراء الاستشاريين، وتمويلهم، دون الكشف عن مَصلَحَة، ورَغبَة، الحكومة.
خلال العام القادم، من المقرر، رعاية مؤتمرات، لأفضل العلماء الناشطين، في عدة مجالات ذات أهمية، وعقد عدة مؤتمرات ك:
- طرق تغيير موقف الإنسان، وسلوكه، ودوافعه.
- صعوبات التشخيص، والتنبؤ، بالأداء البشري.
- الوضع الحالي، لعلم النفس البافلوفي.
معيار اختيار العلماء المشاركين، هو كفاءتهم، ويتم دفع نفقات حضورهم.
مثل هذه المؤتمرات، تمكن من إجراء استبيان سريع، لحالة التطور الراهنة، في هذه الميادين، وتمكن، من تقييم مستوى المشاركين، وتحديد الافراد، الذين من الممكن أن يشكلوا أصولا مفيدة، في المستقبل.
أسس الجمعية، في عام ١٩٥٥، البروفيسور في طب الأعصاب، في جامعة كورنيل، هارولد وولف Harold Wolff، وفي وقت لاحق، أصبحت تعرف ب، صندوق الإيكولوجيا البشرية (Human Ecology Fund; HEF; 1961-1965).
وللسنة التي تبدأ في، ١ تموز ١٩٥٥، هنالك أيضا، برنامج بحثي، حول وظيفة الدماغ البشري، الغرض منه، هو فهم، كيفية ارتباط، السلوك البشري، بوظيفة المخ، وبرنامج بحثي، حول العوامل المؤثرة، في السلوك، المواقف، والدافع.
وفي مذكرة في آذار ١٩٥٦، كان هنالك اقتراح، لإجراء دراسة، تتمثل في فهم العوامل النفسية، والحالة التي تدفع الإنسان إلى الانشقاق، عن مجموعته الوطنية، والتعاون مع مجموعة وطنية أخرى، وتوفير معلومات لممثلي حكومات أجنبية، ويصبح عميل، ويضطلع بأنشطة، تحت إشراف ضباط المخابرات.
فغالبًا ما يواجه ضابط المخابرات، ضرورة اختيار الأفراد، من مجموعة من الرعايا الأجانب، الذين يمكن إقناعهم بالعمل لديه، وفهم دوافعهم، وشخصيتهم، بما يكفي، حتى يمكن التنبؤ بمواقفهم، وسلوكهم المستقبلي، إلى حد ما.
وقد دلت التجربة، خلال العامين الماضيين، على أنه من الممكن، دراسة الرعايا الأجانب، تحت غطاء دراسة طبية - اجتماعية. وباستخدام هذه الآلية، يمكن للمرء أن يتعلم الكثير، بينما يلبي في نفس الوقت، متطلبات التغطية الجيدة والأمن.
ومع ذلك، فإن هذه المتطلبات، للتغطية والأمن، تجعل مثل هذه الدراسات، شاقة وأكثر تعقيدًا، من دراسات غير سرية، ذات طبيعة مماثلة.
سيتم تقسيم هذه الدراسة إلى قسمين، يجريان في وقت واحد، ولكن بشكل منفصل.
القسم الأول، يتألف من مراجعة منهجية، لظروف، وخصائص الأشخاص، الذين أبعدوا أنفسهم، عن غايات، وأهداف، أمتهم، أو مجموعتهم الاجتماعية، وتعاونوا مع ممثلي دول أخرى، أو مجموعات أخرى.
للحصول على هذه المعلومات، سيعتمد على الأدبيات المتاحة، ذات الصلة بالموضوع، وسيطلب أيضًا، الحصول على المعلومات السرية، ذات الصلة، وإتاحة الفرصة، لمناقشة مواضيع معينة، مع أولئك الذين لديهم معرفة، ذات قيمة.
القسم الثاني، محاولة استخدام، المعرفة والتبصر، المكتسبين، في التقييم الفعلي للأشخاص، ماهية قابلية المخبر، أي من دوافعه، يمكن استخدامها كوسيلة لإسقاطه، أنواع العلاقات الشخصية، التي ستكون أكثر فعالية، في التعامل معه.
وسيتم النظر، في إقامة علاقة شخصية مع المخبر، وإدارته بحيث يغير بعض الاعتقاد، أو أن يقوم، ببعض السلوك المطلوب.
لن تكون هنالك، أي محاولة للتجنيد، ولن تتعلق، أي محاولات لإقناع، أو السيطرة، بمواقف، من شأنها أن تعطي الدراسة، على أنها ذات خلفية استخباراتية.
وكان هنالك اقتراح، في مذكرة آذار ١٩٥٦، لفهم، ودراسة أساليب البوليس الشيوعي، ووضع تدابير مضادة للتعامل معها. فالسمات الأساسية، التي يستخدمها البوليس الشيوعي، في اعتقال السجناء، واحتجازهم، واستجوابهم، وتلقينهم عقائديا، هي، يتم اعتقال الشخص، ومن ثم دفعه إلى بيئة جديدة، يتعرض فيها لسلسلة من الضغوط الجسدية، والنفسية.
تنتج ضغوط هذه البيئة، تغيرات بارزة، في مزاج هذا الشخص، فكره، سلوكه، وفي العديد من وظائفه الجسدية. في هذا السياق، يقيم المحقق علاقة مع الشخص، وباستخدام معلومات، من تجربة حياة هذا الشخص، يخلق لديه المزيد من التبعية، والشكوك، والشعور بالذنب.
ومن ثم، يستخدم المحقق هذه الضغوط، وكذلك رغبة الشخص المعني، في التخفيف من ضغوط البيئة، من أجل إقناعه، بإجراء عقلنة وترشيد، مما يؤدي، إلى تَمَاثَل الشخص، مع رغبات المحقق.
من أجل فهم أساليب البوليس الشيوعي، من الضروري إجراء، المزيد من الدراسات التجريبية. من الناحية المثالية، يجب إعادة التمثيل، بالضبط، للإجراءات الشيوعية، ولكن، الاعتبارات الإنسانية والعملية، تجعل من المستحيل القيام بذلك، داخل الحدود القارية، للولايات المتحدة.
لذلك، من الضروري، تطوير طريقة عملية، لإنشاء ظروف تجريبية، تعيد إنتاج بعض الجوانب الأساسية، للإجراءات الشيوعية، مع البقاء في نفس الوقت، ضمن حدود الاعتبارات الإنسانية، والقانونية، والعملية، المعنية.
يمكن إجراء مثل هذا البحث، في كلية الطب. تنشأ العديد من الأمراض، من الاضطرابات، في علاقة الأشخاص، ببيئتهم.
يأتي هؤلاء الأشخاص، كمرضى إلى المستشفى، والمشكلة الأساسية التي تواجه الطبيب، هي تطوير علاقة جديدة لدى هؤلاء المرضى، مع بيئتهم، وتطوير، أنماط جديدة من التوجهات، والسلوك.
يمكن للطبيب، القيام بذلك، من خلال وضعهم مؤقتًا، في وضع بيئي جديد تمامًا، ثم إقامة علاقة شخصية معهم، يتلاعب بها، باستخدام معلومات من تجاربهم الحياتية، وأنماطهم التفاعلية، من أجل خلق، توجهات وسلوك جديد.
والاقتراح الثالث، في مذكرة آذار ١٩٥٦، متابعة دراسة وظائف الدماغ، والتكيف البشري مع مواقف الحياة السيئة.
وعلى غرار العامين الماضيين، سيستمر هذا البحث، باستخدام نفس المعدات والموظفين، واستخدام الأشخاص السليمين، والأشخاص المصابين بأمراض مختلفة، والأشخاص المصابين بأشكال معينة من تلف الدماغ، وسيواصَلُ ابتكار طرق اختبار جديدة، بما في ذلك، طرق لاختبار الإيحاء، وستستخدم آلية المشروع، لتقييم انعكاسات عقاقير، ومواد كيميائية نفسية، وحالات بدنية مختلفة.
ميزانية ١٩٥٦ - ١٩٥٧ ، كانت، ٢٧٠٦٩٦ دولار، أي حوالي ثلاث ملايين دولار، في عام ٢٠٢٣.