أدوات الطبخ في العصر الرابع بعد الهجرة، أي العاشر ميلادي

الحديد، الرصاص، الحجارة، النحاس والزنك، النحاس والنيكل والزنك، الفخار، الزجاج، خشب مثل خشب الجوز، او خشب الصفصاف او العناب…

استخدمت القدور من الحجارة، لطبخ اللحم، وللتنوريات، لأنها تتحمل النار، وداخلها لين، وتنظف بسرعة، وطعامها طيب، وتؤدي كل ما تستودعه بحاله، بلا تغيير.

و استخدمت الحجارة لصنع جاون حجر، لدق اللحم وغيره من الخضر، والجاون أكبر من الهاون. كما استخدمت لصنع البرام، وهو قدر مصنوع من الصّيداء، و الصّيداء هو حجر ابيض.

اما المقالي الحديد، فقد استعملت للسمك، لسرعة حمواتها بالنار اليسيرة، وغليان الزيت في أسرع وقت، وهي تجفف جلد السمك عند القلي، وهو المستطاب من السمك.

و لا يستخدم الحديد الحديد في الطبخ، لأنه يفسد الطعام لإخراجه الصدأ.

وقد استعمل الحديد لصنع الشوك، المصافي، المغارف، الاسياخ، المحاك، ومحراك للتنور، والمحراك هي قطعة يحرك بها الجمر داخل التنور، كي لا تخمد ناره.

اما المقالي المصنوعة من النحاس والنيكل والزنك، فقد استعملت لصنع الحلويات، فالنار عيها تكون غير قوية، ولأنه يكثر من استعمال الدهن في صنع الحلويات، فهي لا تفسد الطعم كالمقالي المصنوعة من نحاس او من حديد، التي تفسده، مثلا إذا استعمل الملح الحجري، الذي مذاقه بين الحموضة والملوحة.

و لا يستخدم النحاس على التنور، لأنه يتغير وينقلب عن كيانه، وهو قلما يسلم من الاحتراق، والالتصاق، فيفسد الطعام.

وكان النحاس يؤنك، أي يخلط بالرصاص، ويستعمل في طبخ الهريسة، وهو طبق من القمح المُدق المخلوط باللحم، لحاجتها إلى الضرب الشديد، وهو مع ذلك يجتذب تغير الريح.

واستخدم النحاس في صنع محشا للنقانق، وأيضا لحفظ السوائل.

اما قدور الفخار، فهي رقيقة، لا تفسد طبخ الطعام الذي لم ينضج، وقد استعملت في التنور لطبخ الأطعمة التي تتخذ من الأرز، ومن رقاق الخبز وشبهها، ببقل او بغير بقل، وبسكّر او بغير سكَر، وتوضع في تنور ويُعَلَّق عليها حيوان كالإوز، او الجدا، او الخرفان، ويشوى، فيقطر دهنه عليها.

وكان التنور يوضع في مكان مخالف للريح، وتكون عينه مقابلة لها، وذلك إذا احتيج لفتحه، واجود التنانير ما كان اجوف معتدل السمك.

وكان للتنور منديل يمسح به يحتمل الرطوبة والحرارة، و غطاء، و عصا من حديد او من خشب الصفصاف يحرك بها الجمر كي لا يخمد، و صنارة لإخراج الخبز من التنور إذا سقط.

و المستوقد يكون مستطيلاً منحرفاً للتمكن من النار فيه، ويكون فيه منافس لخروج الدخان ودخول الريح، وأجود ما كان في نصف قامة الإنسان.

وأجود المستوقدات للحلوى، ما كانت مدورة، واجودها للناطف، وهو نوع من أنواع الصلصة المقدمة مع الحلويات، ما كان مدورا بأحجار ثلاث، تُوضع عليها القدر فوق الموقد، لأن القدر تدار، وتجعل على جنب، في وقت الضرب والتبييض.

وكان هنالك ألوان من القدور، كلّ له استعمال، فكان هنالك الكبير للصلاقات والحنطيات والتنوريات… والوسط للزيرباجات… و الصغار للقلايا… و كانت لهذه القدور اغطية.

ومن أدوات الطبخ، المنخل لنخل الدقيق، ودقيق الأرز، والسكر، واللوز، وغير ذلك. اللوح للتقريص. الشوبق وهي خشبة يمد بها الخباز العجين ويسويه، واجود الشوابق، هي التي صنعت من خشب العناب، للينها وقلة تشييطها. قَصعة من خشب الجوز للعجين، وقد يتخذ بدل اللوح رخامة للبسط عليها. محلب من خشب مستطيل للخمير. منديل من نسيج غليظ، لوجه الخبز قبل أن يخبز.

وكانت تستعمل القوالب من خشب وغيره، على شكل الطيور، والثمار، والتماثيل، والتزايين، يطبع بها على وجوه الحلاوات للأعراس، والدعوات، وغير ذلك.

وكان من أدوات الطبخ، السكاكين الكبيرة للتفصيل، السواطير للتكسير، سكاكين للبصل والبقول، ومستحد لما يكل من السكاكين.

واعتبر الزجاج الأفضل، لتخزين التوابل، كالكمون، والفلفل، والخردل… فصنعت منه الآنية الواسعة الفم، وتلاه خشب الصفصاف ثم الجلود، واستخدم الهاون لدق التوابل.

المصادر:
كتاب الطبيخ لابن سيار الوَرَّاق 940م