أبقراط او بقراط، وهو الذي تكلم في الطب، وألف فيه الأسفار والكتب، كان من أرض الشام، كما ذكر كل من غريغوريوس بن اهرون، Gregory Bar Hebraeus ، وابن جلجل، وغيرهما.
طور أبقراط نظرية الامزجة الاربعة: جسم الإنسان يحتوي على الدم، البلغم، الصفراء، والسوداء. هذه هي الامزجة، او الاخلاط الأربعة، التي تشكل قوامه، وتتسبب بآلامه وصحته.
الصحة، هي في المقام الأول، تلك الحالة، التي تكون فيها هذه المواد المكونة، بالتناسب الصحيح مع بعضها البعض، سواء من حيث القوة أو الكمية، وتكون مختلطة جيدًا.
يحدث الألم، عندما تبدي إحدى هذه المواد، إما نقصًانا أو زيادة، أو تكون مفصولة في الجسم، وغير مختلطة مع الأخرى جيدا.
الفيزيولوجيا المرضية، ناتجة عن زيادة او نقصان لهذه الامزجة.
وكل الأمراض، تأتي، بالنسبة للأشياء من الداخل، من هذه الامزجة الأربعة، أما بالنسبة للأشياء من الخارج، فمن التعب، الجروح، الدفء المرتفع الحرارة، البرد شديد البرودة، الجفاف الشديد، الرطوبة الشديدة.
فتحدث الأمراض، عندما لا تكون الأعضاء والأمزجة، في درجة الحرارة، أو في الرطوبة المناسبة. مثلا، الجنون الذي يظهر عندما لا يكون الدماغ بصحة جيدة، أي عندما يكون حارًا جدًا، أو باردًا جدًا، أو رطبًا جدًا، أو جافًا جدًا.
وتختلف نسبة الأمزجة باختلاف مواسم السنة، فيزداد البلغم خلال فصل الشتاء، لأنه أبرد الامزجة في الجسم.
وعلى هذا النحو، كان من المفهوم، أن بعض المواسم، والمناطق الجغرافية، تسبب اختلالات في الأمزجة، مما يؤدي إلى أنواع مختلفة من الأمراض، حسب الزمان والمكان. فعلى سبيل المثال، المدن المعرضة للرياح الساخنة، تعاني من معدلات أعلى، من مشاكل الجهاز الهضمي، نتيجة تدفق البلغم الزائد من الرأس.
وتأثر مراحل العمر، مواسم السنة، الغذاء، الجغرافيا، والمهن على الأمزجة التي تتشكل.
واعتبر أبقراط أن للمرض ثلاث مراحل، فأولا، تحت تأثير العوامل الداخلية أو الخارجية، تتغير نسبة الامزجة، مما يؤدي الى حصول المرض او الحالة المزاجية المعيبة، ثانيا، تحصل اضطرابات لدى المريض، كالحمى، وتتدهور حالته، ثالثا اما يتم اخلاء المزاج الزائد من الجسم، او قد يموت المريض.
وعلاج المرض وفقًا لأبقراط، يكون باستعادة توازن الامزجة، اما عبر استخدام أدوية، تعيد الحالة المزاجية، او عن طريق الفصد لإخراج المزاج الزائد.
وقد عاش ابقراط على الأرجح، في ما بين القرنين الخامس و الرابع قبل الميلاد، أي ما بين القرنين الثاني عشر و الحادي عشر قبل الهجرة، وتلقى علومه في مصر.
وكان ابقراط فاضلاً ناسكاً، يعالج المرضى احتساباً، وله في صدور كتبه، وصايا جميلة، من التحنن والشفقة، وتطهير الأخلاق من الكبر والحسد، وأن لا يكون طالب الطب، إلا من أهل العفاف، والفضل، والرحمة، حكيما، حسيبا، فهيما، وأنه لا يجب أن يتعلم الطب، الأشرار، و ذوي الأنفس الخبيثة.
وهذا قسم ابقراط، كما ورد في كتاب، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، لابن أصيبعة:
إني أقسم بالله رب الحياة والموت، وواهب الصحة، وخالق الشفاء وكل علاج.
وأقسم بأسقليبيوس، وأقسم بأولياء الله من الرجال والنساء جميعًا، وأشهدهم جميعًا على أني أفي بهذه اليمين وهذا الشرط .
وَأرى أَن الْمعلم لي هَذِه الصِّنَاعَة بِمَنْزِلَة آبَائِي، وأواسيه فِي معاشي، وَإِذا احتاج إلى مال واسيته وواصلته من مالي.
وأما الجنس المتناسل منه فأرى أنه مساو لإخوتي، وأعلمهم هذه الصناعة إن احتاجوا إلى تعلمها بغير أجرة ولا شرط.
وأشرك أولادي وأولاد المعلم لي والتلاميذ الذين كتب عليهم الشرط أو حلفوا بالناموس الطبي في الوصايا والعلوم وسائر ما في الصناعة.
وأما غير هؤلاء فلا افعل به ذلك، وأقصد في جميع التدابير، بقدر طاقتي، منفعة المرضى.
وَأما الْأَشْيَاء الَّتِي تضر بهم، وتدني مِنْهُم بالجور عَلَيْهِم، فامنع مِنْهَا بِحَسب رَأْيِي.
وَلَا أعطي إِذا طلب مني، دَوَاء قتالا، وَلَا أُشير أَيْضا، بِمثل هَذِه المشورة.
وَكَذَلِكَ أَيْضا، لَا أرى أَن أدني من النسْوَة فرزجة (شيء يتداوى به النساء)، تسْقط الْجَنِين.
وأحفظ نَفسِي فِي تدبيري وصناعتي على الزَّكَاة وَالطَّهَارَة، وَلَا أشق أَيْضا عَمَّن فِي مثانته حِجَارَة، وَلَكِن أترك ذَلِك، إِلَى من كَانَت حرفته هَذَا الْعَمَل.
وكل الْمنَازل الَّتِي أدخلها، إِنَّمَا أَدخل إِلَيْهَا، لمَنْفَعَة المرضى، وَأَنا بِحَال، خَارِجَة عَن كل جور، وظلم، وَفَسَاد إرادي، مَقْصُود إِلَيْهِ فِي سَائِر الْأَشْيَاء، وَفِي الْجِمَاع للنِّسَاء وَالرِّجَال، الْأَحْرَار مِنْهُم وَالْعَبِيد.
وَأما الْأَشْيَاء، الَّتِي أعاينها فِي أَوْقَات علاج المرضى، أَو أسمعها فِي غير أَوْقَات علاجهم، فِي تصرف النَّاس، من الْأَشْيَاء الَّتِي لَا ينْطق بهَا خَارِجا، فَأمْسك عَنْهَا، وَأرى أَن أَمْثَالهَا لَا ينْطق بِهِ.
فَمن أكمل هَذِه الْيَمين، وَلم يفْسد شَيْئا، كَانَ لَهُ، أَن يكمل تَدْبيره وصناعته، على أفضل الْأَحْوَال وأجملها، وَأَن يحمده جَمِيع النَّاس فِيمَا يَأْتِي من الزَّمَان دَائِما، وَمن تجَاوز ذَلِك، كَانَ بضده.
ولأبقراط العديد من الكتب، بعضها منسوب اليه، لكن ليس من تأليفه، وقد ذكر ابن أصيبعة، ان الصحيح من الكتب المنسوبة اليه، هي حوالي ثلاثين كتابا.
كما ذكر ابن أصيبعة، انَّ الَّذِي يدرس من كتبه، لمن يقْرَأ صناعَة الطِّبّ، إِذا كَانَ درسه على أصل صَحِيح، وترتيب جيد، اثْنَا عشر كتابا، وَهِي الْمَشْهُورَة من سَائِر كتبه.
كتاب الأجنة
هُوَ ثَلَاثة مقالات. الْمقَالة الأولى تَتَضَمَّن القَوْل فِي كَون الْمَنِيّ، والمقالة الثَّانِيَة تَتَضَمَّن القَوْل فِي تكون الْجَنِين، والمقالة الثَّالِثَة تَتَضَمَّن القَوْل فِي تكون الْأَعْضَاء.
كتاب طبيعة الإنسان
مقالتان، وَهُوَ يتَضَمَّن القَوْل فِي طبائع الْأَبدَان، ومماذا تركبت. وقد فسره جالينوس في ثلاث مقالات، وترجم حنين النص إلى العربية، وتولى التفسير عيسى بن يحيى.
كتاب الأهوية والمياه والبلدان
وهو ثلاث مقالات .
المقالة الأولى، يعرف فيها كيف نتعرف أمزجة البلدان، وما تولد من الأمراض البلدية.
المقالة الثانية، يعرف فيها كيف نتعرف أمزجة المياه المشروبة، وفصول السنة، وما تولد من الأمراض البلدية.
المقالة الثالثة، يعرف فيها، كيفية ما يبقى من الأشياء، التي تولد الأمراض البلدية، كائنة ما كانت.
بتفسير جالينوس ثلاث مقالات، ترجم حنين النص إلى العربي، والتفسير حبيش بن الحسن.
كتاب الفصول
سبع مقالات، وَضَمنَهُ تَعْرِيف جمل الطِّبّ، لتَكون قوانين فِي نفس الطَّبِيب، يقف بهَا على مَا يتلقاه من أَعمال الطِّبّ. وَهُوَ يحتوي على مُجمل مَا أودعهُ فِي سَائِر كتبه.
بتفسير جالينوس، ترجمه حنين إلى العربية لمحمد بن موسى ، وترجم عيسى التفسير إلى العربية، سبع مقالات.
كتاب تقدمة المعرفة
ثَلَاث مقالات، وَضَمنَهُ تَعْرِيف العلامات الَّتِي يقف بهَا الطَّبِيب، على أَحْوَال مرض، فِي الْأَزْمَان الثَّلَاثَة، الْمَاضِي والحاضر والمستقبل.
وَعرّف أَنه إِذا أخبر بالماضي، وثق بِهِ الْمَرِيض فاستسلم لَهُ، فَتمكن بذلك من علاجه على مَا توجبه الصِّنَاعَة.
وَإِذا عرف الْحَاضِر، قابله بِمَا يَنْبَغِي من الْأَدْوِيَة وَغَيرهَا
وَإِذا عرف الْمُسْتَقْبل، استعد لَهُ بِجَمِيعِ مَا يُقَابله بِهِ، قبل أَن يهجم عَلَيْهِ بِمَا لَا يمهله، فِي أَن يتلقاه بِمَا يَنْبَغِي.
بتفسير جالينوس، ترجم النص حنين إلى العربية، ثم ترجم عيسى التفسير إلى العربية.
كتاب الأمراض الحادة
وَهُوَ ثَلَاث مقالات.
الْمقَالة الأولى، تَتَضَمَّن القَوْل فِي تَدْبِير الْغذَاء، والاستفراغ فِي الْأَمْرَاض الحادة.
المقالة الثَّانِيَة، تَتَضَمَّن المداواة بالتكميد، والفصد، وتركيب الْأَدْوِيَة المسهلة، وَنَحْو ذَلِك.
المقالة الثَّالِثَة، تَتَضَمَّن القَوْل فِي التَّدْبِير بِالْخمرِ، وَمَاء الْعَسَل، والسكنجبين، وَالْمَاء الْبَارِد، والاستحمام.
بتفسير جالينوس، وهو خمس مقالات، والذي ترجمه إلى العربي عيسى بن يحيى، ثلاث مقالات.
أوجاع النِّسَاء
مقالتان، ضمنه أَولا، تَعْرِيف مَا يعرض للْمَرْأَة، من الْعِلَل، بِسَبَب احتباس الطمث، ونزيفه، ثمَّ ذكر مَا يعرض فِي وَقت الْحمل وَبعده، من الأسقام، الَّتِي تعرض كثيرا.
الْأَمْرَاض الوافدة
وَيُسمى إبيديما، وَهُوَ سبع مقالات.
ضمنه تَعْرِيف الْأَمْرَاض الوافدة، وتدبيرها، وعلاجها.
وَذكر أَنَّهَا صنفان، أَحدهمَا مرض وَاحِد فَقَط، وَالْآخر مرض قتال يُسمى الموتان.
ليتلقى الطَّبِيب كل وَاحِد مِنْهُمَا بِمَا يَنْبَغِي، وَذكر فِي هَذَا الْكتاب تذاكير.
وجالينوس يَقُول، إِنِّي وغيري من الْمُفَسّرين نعلم، أَن الْمقَالة الرَّابِعَة، وَالْخَامِسَة، وَالسَّابِعَة، من هَذَا الْكتاب، مدلسة، لَيست من كَلَام أبقراط.
وَبَين، أَن الْمقَالة الأولى وَالثَّالِثَة، فيهمَا القَوْل فِي الْأَمْرَاض الوافدة، وَأَن الْمقَالة الثَّانِيَة وَالسَّادِسَة، تذاكير أبقراط، إِمَّا أَن يكون أبقراط وَضعهَا، وَإِمَّا أَن يكون وَلَده أثبت لنَفسِهِ، مَا سَمعه من أَبِيه، على سَبِيل التذاكير، وَمن أجل مَا بَينه.
وَقَالَ جالينوس: اطرَح النَّاس النّظر، فِي الْمقَالة الرَّابِعَة، وَالْخَامِسَة، وَالسَّابِعَة من هَذَا الْكتاب، فاندرست.
وفسره جالينوس، الأولى في ثلاث مقالات، والثانية في ثلاث مقالات، والثالثة في ثلاث مقالات، والرابعة والخامسة والسابعة لم يفسرها جالينوس، فأما السادسة وهي ثمان مقالات فسر ذلك إلى العربي عيسى بن يحيى.
كتاب الأخلاط
وَهُوَ ثَلَاث مقالات.
يتعرف من هَذَا الْكتاب حَال الأخلاط، أَعنِي كميتها وكيفيتها، وتقدمة الْمعرفَة بالأعراض اللاحقة بهَا، وَالْحِيلَة، والتأني فِي علاج كل وَاحِد مِنْهَا.
.تفسير جالينوس، ثلاث مقالات، نقلها عيسى بن يحيى إلى العربية لأحمد بن موسى
كتاب الْغذَاء
وَهُوَ أَربع مقالات.
يُسْتَفَاد من هَذَا الْكتاب، علل وَأَسْبَاب، مواد الأخلاط.
أَعنِي، علل الأغذية وأسبابها، الَّتِي بهَا تزيد فِي الْبدن، وتنميه، وتخلف عَلَيْهِ، بدل مَا انحل مِنْهُ.
كتاب حَانُوت الطَّبِيب
وَهُوَ ثَلَاث مقالات.
وَيُسْتَفَاد من هَذَا الْكتاب، مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من أَعمال الطِّبّ، الَّتِي تخْتَص بِعَمَل الْيَدَيْنِ دون غَيرهمَا، من الرَّبْط، والشد، والجبر، والخياطة، ورد الْخلْع، والتنطيل، والتكميد، وَجَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ.
وَقَالَ جالينوس: إِن أبقراط بنى أمره، على أَن هَذَا الْكتاب، أول كتاب يقْرَأ من كتبه.
وَسَماهُ الْحَانُوت، الَّذِي يجلس فِيهِ الطَّبِيب لعلاج المرضى. والأجود، أَن تجْعَل تَرْجَمته، كتاب الْأَشْيَاء الَّتِي تعْمل فِي حَانُوت الطَّبِيب.
تفسير جالينوس، ثلاث مقالات، ترجمه حنين إلى العربية لمحمد بن موسى.
كتاب الكسر والجبر
وَهُوَ ثَلَاث مقالات، تَتَضَمَّن كل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الطَّبِيب من هَذَا الْفَنّ.
تفسير جالينوس، ترجمه حنين إلى العربية لمحمد بن موسى، أربع مقالات.
أَيْضا من الْكتب، وَبَعضهَا منحول إِلَيْهِ:
- كتاب أوجاع العذارى.
- كتاب فِي مَوَاضِع الْجَسَد.
- كتاب فِي الْقلب.
- كتاب فِي نَبَات الْأَسْنَان.
- كتاب فِي الْعين.
- كتاب فِي سيلان الدَّم.
- كتاب فِي النفخ.
- كتاب فِي الْحمى المحرقة.
- كتاب فِي الغدد.
- كتاب مَنَافِع الرطوبات.
- كتاب الْوَصَايَا.
- كتاب الْعَهْد، وَيعرف أَيْضا بِكِتَاب الْأَيْمَان، وَضعه أبقراط للمتعلمين، وَلمن يعلمونه أَيْضا ليقتدوا بِهِ، وَأَن لَا يخالفوا مَا شَرطه عَلَيْهِم فِيهِ.
- كتاب ناموس الطِّبّ.
- كتاب الْوَصِيَّة الْمَعْرُوفَة بترتيب الطِّبّ، ذكر فِيهَا، مَا يجب أَن يكون الطَّبِيب عَلَيْهِ، من الشكل، والزي، وَالتَّرْتِيب، وَغير ذَلِك.
- كتاب الْخلْع.
- كتاب جراحات الرأس، مقالة واحدة.
- كتاب اللحوم.
- كتاب فِي تقدمة معرفَة الْأَمْرَاض الكائنة، من تغير الْهَوَاء.
- كتاب الماء والهواء، تفسير جالينوس، ثلاث مقالات، ترجم حنين اثنتين إلى العربية، والتفسير حبيش بن الحسن.
- كتاب طبائع الْحَيَوَان.
- كتاب عَلَامَات القضايا، وَهُوَ الْخمس وَالْعشْرُونَ قَضِيَّة، الدَّالَّة على الْمَوْت.
- كتاب عَلَامَات البحران.
- كتاب فِي حَبل على حَبل.
- كتاب فِي الْمدْخل إِلَى الطِّبّ.
- كتاب فِي المولودين لسبعة أشهر.
- كتاب المولودين لثمانية أشهر.
- كتاب فِي الْجراح.
- كتاب فِي الأسابيع.
- كتاب فِي الْجُنُون.
- كتاب فِي البثور.
- كتاب فِي الفصد والحجامة.
- كتاب فِي الْبَوْل.
- كتاب فِي الألوان.
- كتاب فِي الْأَحْدَاث.
- كتاب اخْتِلَاف الْأَزْمِنَة وَإِصْلَاح الأغذية.
- كتاب تركيب الْإِنْسَان.