عملية بريكول

في صباح سبت، ٧ تِشْرين الأَوَّل، ١٩٧٢، وبعد منتصف الليل بقليل، سرق بواسطة الكسر والخلع، رجال شرطة، من شرطة الخيالة الكندية الملكية (RCMP, Royal Canadian Mounted Police)، شرطة مقاطعة كيبيك (SQ, Sûreté du Québec)، وشرطة مونتريال (SPCUM, Service de police de la Communauté urbaine de Montréal) وثائق، لوكالة الصحافة الحرة في كيبيك (APLQ, Agence de Presse Libre du Québec)، والحركة من أجل الدفاع عن السجناء السياسيين في كيبيك (MDPPQ, Mouvement pour la Défense des Prisonniers Politiques Québécois)، وتعاونية نقل ١ أَيَّار (Coopérative des déménagements du 1er mai).

عملية بريكول (Operation Bricole)، التي تُترجم، إلى عملية العبث، كان تكتيكًا تخريبيًا. اِسْتَشْهَد تقرير تحقيق كيبل (Keable Inquiry Report)، بالمفتش دونالد كاب (Donald Cobb)، الذي كان آنذاك، المسؤول عن قسم "G" في مونتريال، وهو القسم، الذي أنشأته شرطة الخيالة الكندية الملكية، للتعامل مع الحركات الانفصالية، والأنشطة الإرهابية، في كيبيك:

في أعقاب أزمة عام ١٩٧٠ (بحلول صيف عام ١٩٧١)، أصبح القسم "G"، وقائي النهج.

لقد منعنا، نهضة جبهة تحرير كيبيك (Front de libération du Québec, FLQ)، في عام ١٩٧١، والتي بحثت كثيرًا، من خلال عكس بسيط، لسياساتنا السابقة - عكس مستوحى، من نظريات الدكتور غوستاف مورف (Gustav Morf)، وآخرين، حول ديناميكيات المجموعة، والجمعيات السرية.

بدلاً من اكتناز، معلوماتنا الاستخبارية، أعطيناها للأفراد، من بين الأعضاء المعروفين، أو المشتبه بهم، في الخلايا الناشئة، الذين تم تحديدهم، على أنهم معرضون، بشكل خاص للتأثير، من قبل طبيبنا النفسي.

الخلايا المعنية، مُبالِغة في مدى معرفتنا بها، تفرقت، كما لو كان سحر.

هدفت عملية بريكول، إلى تعجيل تفكك هذه الحركات، الخاضعة للمراقبة، من خلال سرقة وثائقها، جمع المعلومات، وكان هنالك أمل، في أن يقع لوم الجريمة، على ميليشيا الجمهورية (Milice Républicaine)، وهي حركة انفصالية يمينية، مما يؤدي إلى الفوضى، بين اليسار واليمين. حاول أندريه ماهيو (André Maheu)، زعيم ميليشيا الجمهورية، قبل بعض الوقت، عبثًا، استشارة ملفات، وكالة الصحافة الحرة في كيبيك.

تأسست وكالة الصحافة الحرة في كيبيك، في آذَار ١٩٦٨، من قبل صَحَفِيَّيْنِ، يعملان بشكل مستقل، جاك لارو-لانغلوا (Jacques Larue-Langlois)، وتشارلز مونييه (Charles Meunier)، ورأت، شرطة الخيالة الكندية الملكية، أن هذين الصحفيين، مرتبطان، بجبهة تحرير كيبيك.

تنازل لانغلوا ومونييه، في عام ١٩٧٠، عن الاسم، لمجموعة من الصحفيين، الذين نشروا، منذ ١٨ آذَار ١٩٧٠، نشرة يسارية أسبوعية، تعبر، عن مصالح ومطالب العمال، والمنظمات، مُكَافِحُو، النظام الاقتصادي والسياسي الحالي، خاصة، في كيبيك.

تأسست الحركة من أجل الدفاع عن السجناء السياسيين في كيبيك، في ٣٠ حُزَيرَان١٩٧٠، من قبل حوالي ٥٠ أستاذًا، وناشطًا وصحفيًا، بما فيه، السيد غي مارسوليه (Guy Marsolais)، الدكتور سيرج مونجو (Serge Mongeau)، والشاعر غاستون ميرون (Gaston Miron).

هدف الحركة، جمع الأموال، للدفاع عن الناس، الذين نُظر إليهم، بسبب صلاتهم، بجبهة تحرير كيبيك، على أنهم، سجناء سياسيون.

كانت أنشطة، كل من هاتين الحركتين، قانونية، وقد تعرضتا للمراقبة، من قبل، شرطة الخيالة الكندية، شرطة مقاطعة كيبيك، وشرطة مونتريال.

قوات الشرطة، كان لديها أجهزة تنصت، في مقر، وكالة الصحافة الحرة في كيبيك، وراقبوا هاتفها، وكان لديهم مخبرون، داخل الحركتين. هنري ليمير (Henri Lemyre)، هو مخبر، تسلل في الحركة من أجل الدفاع عن السجناء السياسيين في كيبيك، وحصل، على قائمة الأشخاص، الذين هم، على صلة بها.

بعد اقتحام مقرها، انتقلت وكالة الصحافة الحرة في كيبيك، إلى ٢٠٧٤ شارع بودري (Beaudry)، وفي ٢١ تشرين الثاني ١٩٧٣، اكتشفت الوكالة، خمس أجهزة تنصت، داخل مبناها.

التقى رجال الشرطة، المُكَلَّفون مراقبة الحركتين، في مقر شرطة مونتريال، وخلال شهري أَيلُول، وتِشْرين الأَوَّل ١٩٧٢، تم التخطيط، لعملية بريكول.

شارك في التخطيط، لعملية بريكول، ربما شارك، المزيد من الأشخاص:

- من شرطة الخيالة الكندية الملكية: الشرطي روبرت سامسون (Robert Samson)، العريف غي بونسان (Guy Bonsant)، الرقيب كلود برودور (Claude Brodeur).

- من شرطة مقاطعة كيبيك: الشرطي بيير شامباني (Pierre Champagne)، العريف ريتشارد بريسو (Richard Presseau)، العريف هوبير رايتر (Hubert Reiter)، النقيب ليونس غيرار (Léonce Guérard).

- من شرطة مونتريال: المحقق الرقيب كلود ماركوت (Claude Marcotte)، المحقق الرقيب فرناند تانغاي (Fernand Tanguay,)، المحقق الملازم هنري مارشيسو (Henri Marchessault)، المحقق الملازم جوليان جيغير (Julien Giguère)، المحقق الملازم روجر كورميه (Roger Cormier).

في ٦ تشرين الأول ١٩٧٢، كان آخر اجتماع، قبل العملية.

اتصل النقيب ليونس غيرار، هاتفيا، بالمحقق المفتش جان كوتيلييه (Jean Coutellier)، مدير خدمات الأمن في شرطة مقاطعة كيبيك، الذي أذن، بمشاركة شرطة مقاطعة كيبيك، في العملية.

أذن، رئيس قسم استخبارات شرطة مونتريال، المحقق الملازم، روجر كورميه، مشاركة، شرطة مونتريال.

اتصل الرقيب كلود برودور، بالرقيب هنري بيليتييه (Henri Pelletier)، رئيس القسم G-4، وهو القسم المسؤول، عن تجنيد المخبرين، والتسلل في الجماعات الانفصالية، لإذن مواصلة، شرطة الخيالة الكندية الملكية، العملية، وأعطى المفتش دونالد كوب، الإذن.

الشرطي روبرت بوشار (Robert Bouchard)، والمحقِقَين الرقَيبَين، كلود ماركوت، وفرناند تانغاي، من شرطة مونتريال، الشرطي روبرت سامسون، من شرطة الخيالة الكندية الملكية، الشرطي بيير شامباني، من شرطة مقاطعة كيبيك، كونوا المجموعة، التي اقتحمت ودخلت المبنى، في ٧ تشرين الأول، ١٩٧٢.

عاون هذه المجموعة، مجموعات أخرى، وفرت المراقبة، والأعمال التكميلية.

تم نقل المواد المسروقة، إلى مقر شرطة مونتريال، وفي وقت لاحق، في نفس اليوم، نقلت إلى بيل أوي (Beloeil)، كيبيك، إلى الطابق السفلي، في منزل كلود برودور، رقيب شرطة الخيالة الكندية الملكية، من قِبَل، أن يتمكن عناصر الشرطة، من العمل، من دون عوائق.

الوثائق المسروقة، تم تحليلها، من قبل قوات الشرطة الثلاث، التي شاركت في العملية، تلك ذات الأهمية، تم تصويرها، والبقية، تم تدميرها، في محرقة، شرطة مقاطعة كيبيك.

تقرر أيضا، الاحتفاظ، بالنسخ لأصلية للوثائق، التي يمكن أن يكون لها، قيمة مستقبلية: الاستخدام، الذي نستطيع القيام به، بالمستندات الأصلية، هو تعزيز ريبة، موجهة نحو فرد أو حركة، أو نزع مصداقية، فرد أو حركة... هذه الوثائق، لديها إمكانية قيمة مستقبلية، من منظور التجسس، أو، استخدام هذه الوثائق، كتدبير مدمر...

نقلت المعلومات التي تم جمعها، إلى مقر شرطة الخيالة الكندية الملكية، في أوتاوا، على أن يتم استخدامها، من قبل، قوات الشرطة الثلاث.

تقارير شرطة الخيالة الكندية الملكية، وجدت، أن نتائج عملية بريكول:

- نهاية أنشطة الحركة، من أجل الدفاع، عن السجناء السياسيين، في كيبيك، زالت الحركة، بعد فترة وجيزة، من عملية بريكول.

- أنشطة، وكالة الصحافة الحرة في كيبيك، اضطربت، لفترة من الوقت.

- أدخلت، عدم الثقة، مما تسبب في بعثرة، المتعاطفين، مع جبهة تحرير كيبيك.

بعد اكتشاف السرقة، أرسلت، وكالة الصحافة الحرة في كيبيك، والحركة من أجل الدفاع عن السجناء السياسيين في كيبيك، وتعاونية نقل ١ أَيَّار، رسائل إلى قوات الشرطة الثلاث، المحامي العام لكندا، وزير العدل في كيبيك، وحامي المواطن (Protecteur du Citoyen) في كيبيك.

لم تقدم إجابات، على الرسائل المرسلة، إلى قوات الشرطة الثلاث، والرسالة المرسلة، إلى المحامي العام. نفى وزير العدل في كيبيك، وحامي المواطن، تورط، قوات شرطة، في العملية.

٨ آذار ١٩٧٦، روبرت سامسون، وأثناء محاكمته على تفجير فاشل، انفجرت القنبلة، بينما كانت بين يديه، في ليلة ٢٦ تموز ١٩٧٤، كشف، أن اقتحام وكالة الصحافة الحرة في كيبيك، تم من قبل، شرطة الخيالة الكندية الملكية، شرطة مقاطعة كيبيك، وشرطة مونتريال.

بدأ المحامي العام لكيبيك، فرناند لالوند (Fernand Lalonde)، تحقيقًا، أسفر عن اتهام، المفتش دونالد كاب، من شرطة الخيالة الكندية الملكية، المفتش جان كوتيلييه، من شرطة مقاطعة كيبيك، والمحقق الملازم روجر كورميه، من شرطة مونتريال، بتهمة السماح بإجراء تفتيش، دون الحصول، على مذكرة.

أثناء محاكمتهم، أقرّ الرجال الثلاثة، بالجرم، وفي ١٦ حزيران ١٩٧٧، منحهم، القاضي روجر فنسنت (Roger Vincent)، تسريحا غير مشروطا، وعادوا، إلى الخدمة الفعلية. وصف القاضي، دوافع الرجال الثلاثة، بأنها نبيلة، قال، إن وكالة الصحافة الحرة في كيبيك، تعمل، ضد الأمن العام، وأشار، إلى المناخ السياسي، في ذلك الوقت.

في نفس اليوم، أعلنت حكومة كيبيك، عن إنشاء لجنة تحقيق محلية، تحت إشراف محامي مدينة كيبيك (Jean Keable)، جان كيبل، للتحقيق، في أنشطة الشرطة.

في تموز ١٩٧٧، أعلن فرانسيس فوكس (Francis Fox)، المحامي العام لكندا، عن إنشاء لجنة تحقيق ملكية، للتحقيق في الأنشطة غير القانونية، لشرطة الخيالة الكندية الملكية، بعد الحصول على أدلة، أن اقتحام وكالة الصحافة الحرة في كيبيك، لم يكن، حالة منعزلة.