جمعية الطلاب الكنديين

تأسست جمعية الطلاب الكنديين (Canadian Student Assembly, CSA)، في مؤتمر طلابي وطني، في وينيبيغ، مانيتوبا، كندا، في عام ١٩٣٧، وضم الاجتماع، ٣٠٠ مندوب، من ٢٠ جامعة، والسكرتير الوطني للجمعية، كان، غرانت لايث (Grante Lathe)، طبيب متخرج، من جامعة مكغيل، في مدينة مونتريال، كندا.

كان الهدف من الجمعية، تعزيز الوحدة الوطنية، إقامة علاقة أوثق، بين كندا الفرنسية والإنجليزية، الديمقراطية السياسية والاقتصادية، رفع تحصيل التعليم العالي، وأعربت الجمعية، عن مخاوفها، مما قد تعنيه الحرب في أوروبا، للشباب الكندي.

في أعقاب الكساد، وخضم الحرب، زاد قلق الشرطة الكندية، من بعض المنظمات الطلابية، واحتمال حدوث معارضة واسعة النطاق، وكانت قواعد الدفاع عن كندا (Defence of Canada Regulations)، مجموعة من تدابير طوارئ، تم تنفيذها بموجب قانون تدابير الحرب (War Measures Act)، في ٣ أيلول ١٩٣٩، قبل أسبوع، من دخول كندا الحرب العالمية الثانية.

سمحت هذه القواعد، للحكومة الفيدرالية الرقابة الكاملة على الصحافة، الحق في احتجاز أي شخص، يعتبر، أنه من المحتمل أن يهدد سلامة الدولة، حظر حق مثول المتهم أمام القضاء، والإبلاغ عن الاحتجاز، حظر الجماعات السياسية والثقافية، التي تعتبر تخريبية، ومصادرة الممتلكات.

كانت شرطة الخيالة الكندية الملكية، في موقع، وضع أسماء أولئك الذين سيتم اعتقالهم.

في أواخر عام ١٩٣٨، نفذت جمعية الطلاب الكنديين، حملة، للضغط على الحكومة الفيدرالية، لتقديم برنامج، للمنح الدراسية الوطنية، لطلاب الجامعات.

وفي ٦ آذَار ١٩٣٩، التقى وفد من ستة طلاب، يحمل وثائق، عن المستوى المنخفض للدعم المالي المتاح للطلاب الكنديين، بوزير العمل، نورمان روجرز (Norman Rogers)، في أوتاوا.

نجحت الحملة، في الحصول من الحكومة الفيدرالية، على صندوق منح دراسية، بقيمة ٢٢٥٠٠٠ دولار، ليتم إنفاقه، في منح الطلاب المحتاجين، ميزة، التعليم الجامعي.

سارعت شرطة، الخيالة الكندية الملكية، لسد فجوة المعلومات، حول جمعية الطلاب الكنديين، وبدأت جهودها، في جامعة تورنتو، وبحلول العاشر من آذار، تم تحديد، ممثلي فرع جمعية الطلاب الكنديين في تورنتو، وكذلك المندوبين، الذين التقوا بوزير العمل، نورمان روجرز، في أوتاوا.

استخدام الطلاب المخبرين، لم يخلو من الصعوبات، فمثلا، قال ه.و. كيركباتريك (H.W. Kirkpatrick)، من مفرزة تورنتو، أن أحد الطلاب، في جامعة تورنتو، الذي تم الاتصال بهم، لم يكن لديه، سوى القليل من الوقت لإجراء استفسارات، بسبب إجرائه الامتحانات.

تم تقديم تقارير مماثلة، من جامعتي مونتريال، ومكغيل.

غلب على المؤتمر الوطني الثالث، لجمعية الطلاب الكنديين، الذي عقد في كلية ماكدونالد، في سانت آن دو بيلفو (Sainte-Anne-de-Bellevue)، في كيبيك، من ٢٨ إلى ٣١ كانون الأول ١٩٣٩، لمعالجة مجموعة واسعة من القضايا، من إصلاح المناهج الدراسية وتحسين التعليم الجامعي، إلى الوحدة الوطنية، مسألة، مشاركة كندا، في الحرب العالمية الثانية.

نتائج الاجتماع، لخصت في عدد من القرارات، ثلاثة عشر منها، تتعلق بالمحافظة على التعليم وتوسيعه، سبعة، تتعلق بصون الحقوق الديمقراطية، اثنان تتعلق بالتجنيد الإجباري، خمسة، تتعلق بتعزيز التفاهم بين الشعب الكندي، وثلاثة، تتعلق بالوحدة، والاستقلالية الكندية.

بسبب التوتر، فيما يتعلق بمسألة التجنيد الإجباري، تعهد المؤتمر، بتوزيع استبيان، في حرم الجامعات، في جميع أنحاء كندا، بعد الاجتماع، للتحقق، من الرأي الشبابي، في مسألة، التجنيد الإجباري، الحريات المدنية، التربح من الحرب، وتوظيف الشباب، ومن ثم، نشر النتائج.

جذب، كل من المؤتمر، والاستبيان المقترح، انتباه شرطة، الخيالة الكندية الملكية.

لم يحضر مخبرو شرطة الخيالة الكندية الملكية، المؤتمر، فقط كمراقبين، ولكن أيضًا، كمشاركين، حاولوا التأثير.

تحدث مخبر من مكغيل، شارك في جلسة المؤتمر، حول كندا في قضايا العالم، ضد القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية والتجنيد، وأوصى في تقريره، باستبدال جمعية الطلاب الكنديين، بهيئة طلابية جديدة، من شأنها: تعزيز مجهودنا الحربي، وتؤدي إلى حياة عامة، أكثر ثباتًا، على أساس الولاء، لحكومتنا، والتاج.

مخبر آخر، كان رئيس لجنة، لتحسين العلاقات الفرنسية الإنجليزية، حضر اجتماع متابعة، لبعثة تورنتو، واستقال، عندما أكدت المجموعة، قرار توزيع الاستبيان.

نظرت شرطة الخيالة الملكية الكندية، في حظر الاستفتاء، ولكن، تُوقع، أن يضر ذلك أكثر مما ينفع، من خلال خلق تعاطف، مع أولئك الذين تم اتخاذ الإجراء ضدهم، وعوضا عن ذلك، تم اقتراح، حملة معلومات مضادة.

في مذكرة، موجهة إلى مفوض شرطة الخيالة الملكية الكندية، قال مساعد المفوض، ر.ر. تايت (R.R. Tait)، الدعاية المضادة، داخل هذه المؤسسات، من قبل أشخاص أكفاء، لديهم مصالح الجامعات، وسلامة البلد، في القلب، ستكون، أنجع طريقة، لمكافحة الاستفتاء.

وفقًا، للضابط المسؤول، في مفرزة تورنتو، فيرنون كيمب (Vernon Kemp)، من الضروري، وجود شكل من أشكال التعليم، لمكافحة هذا النشاط التخريبي، وغرس الجانب الوطني، للخدمة الحربية، في أذهان الكنديين الشباب، في النضال الحالي.

واعتبر هذا ضروريًا، بشكل خاص، في ضوء تأثير بعض أساتذة الجامعات، الذين يمكن النظر في العقوبات القانونية ضدهم، لكن، من خلال تأخير، هذا الإجراء، لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، خلالها، يتم توعية الهيئة الطلابية، على التفكير على أسس وطنية، فيكون، واقع العقوبات، مختلف تمامًا.

إن تشكيل منظمة طلابية، تكون أهدافها المواطنة، سيلغي، آثار الاقتراع المقترح، وأي فكرة تخريبية أخرى، ربما تكون قد تولدت.

إقترح كيمب، بتوجيه الاتهام، إلى فرانك أندرهيل (Frank Underhill)، بموجب قواعد الدفاع عن كندا، لإلقائه خطاباً، ينتقد السياسة الخارجية الكندية، في مؤتمر جمعية الطلاب الكنديين، وبُذلت الجهود، التي لم تنجح، لطرد فرانك أندرهيل، من جامعة تورنتو، بسبب تصريحاته العامة، التي صدرت في وقت لاحق، من عام ١٩٤٠.

ووفقًا لأحد تقارير كيمب، لدينا الآن، عدد من جهات الاتصال، في جامعة تورنتو، في مجموعات غير متصلة، وأشار اثنان من السادة، إلى رغبتهما في التعاون بأي طريقة ممكنة، لإلغاء أنشطة، جمعية الطلاب الكنديين، واتخذا، خطوات عملية، في هذا الاتجاه.

تضمنت تكتيكات، تعطيل اجتماعات، جمعية الطلاب الكنديين، ضحكات صاخبة، والسخرية، عند ذكر الاستبيان، وتم استخدام مثل هذه التكتيكات، في اجتماع خلال حملة الاستفتاء، في ٦ شباط ١٩٤٠، في جامعة مكغيل، حيث قام، حوالي ٥٠٠ من طلاب مكغيل، بتفكيك الاجتماع، والتعامل بخشونة مع بعض أعضاء جمعية الطلاب الكنديين، والضحك، والاستهجان، والصفير، والصيحات.

تمت متابعة كل هذا، وتم الإبلاغ عنه، من قبل عملاء شرطة الخيالة الملكية الكندية، ووفقًا لنشرة استخبارات، لشرطة الخيالة الملكية الكندية، وأبلغت في هذه النشرات، شرطة الخيالة الملكية الكندية، عن المسائل الأمنية والاستخباراتية، لمجلس الوزراء، وغيره من المسؤولين الحكوميين: في الأسبوع الماضي، ارتفع طلاب مكغيل، في غضب مفاجئ، لمنع جمعية الطلاب الكنديين، من التحدث باسم الجامعة.

جمعت شرطة الخيالة الملكية الكندية، تَقارِير مفصلة، عن الحملة المناهضة لجمعية الطلاب الكنديين، في جميع أنحاء كندا.

بحلول نيسان، أبلغت الخيالة الكندية، أن جمعية الطلاب الكنديين، هي قضية ميتة في أونتاريو، وبحلول نهاية أيار، تم إبلاغ المفوض، أن المنظمة تنهار، في جميع أنحاء البلاد.

بحلول ربيع عام ١٩٤٠، كانت جمعية الطلاب الكنديين، قد حلت، وتقريبًا انتهت.