وامرِئٍ، وَمَا اخْتَار، أو حكاية: الأمير والقبر، الليالي العربية

وفي الغد، قالت لُبَابَة: بلغني، أيها الملك السعيد، أن، بعد ذلك، تحدث أحد الغرباء، وخاطب زبيدة: يا سيدتي، اعلمي، أن سبب حلق ذقني، وتلف عيني، أن والدي، كان ملكًا، وله أخ، وكان أخوه، ملكًا على مدينة أخرى، واتفق، أن أمي ولدتني، في اليوم الذي وُلِد فيه، ابن عمي.

ومضت سنون، وأعوام وأيام، حتى كبرنا، وعندما أنهيت تعليمي، وسمح لي والدي الملك، بالدرجة المناسبة من الحرية، كنت أذهب بانتظام، كل عام، لرؤية عمي، وأمضي شهر أو شهرين، في بلاطه، وبعد ذلك، أعود إلى المنزل.

أنتجت هذه الزيارات، صداقة حميمة، بين الأمير ابن عمي، وأنا، وفي المرة الأخيرة، التي رأيته فيها، استقبلني، بفرح ومودّةً، والواقع، أنه كان أكثر إكراما، مما كان عليه، في أي وقت مضى.

وذات يوم، باغٍ، أن يرَوّح عني بتَسالِي، قام، بإجرَاءَات غير عادية، وبقينا، وقتا طويلا على الطاولة، وبعد أن تناولنا الطعام، قال لي: ابن عمي العزيز، لا يمكنك أبدًا، تخيل، ما الذي شغل تفكيري، منذ رحلتك الأخيرة، لقد وظفت عددًا كبيرًا من العمال، في تنفيذ، التصميم، الذي فكرت مليا فيه، لقد أقمت مبنى، انتهى للتو، وسأتمكن قريبًا، من الإقامة فيه. لن تأسف لرؤيته، ولكن، بالأمانة، يجب عليك أن تكون، دَفِيناً مخلصًا، هذان الأمران، اللذان، يجب أن أطلبهما منك.

قلتُ له: صداقة وألفة، حبًّا وكرامة،

أَخِلّاءُ الرَخاءِ هُمُ كَثيرٌ
وَلَكِن في البَلاءِ هُمُ قَليلُ
فَلا يَغرُركَ خُلَّةُ مَن تُؤاخي
فَما لَكَ عِندَ نائِبَةٍ خَليلُ
وَكُلُّ أَخٍ يَقولُ أَنا وَفِيٌّ
وَلَكِن لَيسَ يَفعَلُ ما يَقولُ
سِوى خِلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدينٌ
فَذاكَ لِما يَقولُ هُوَ الفَعولُ

قال ابن عمي: انتظرني، ونهض، وفي الواقع، لم يستبقني طويلاً، وغاب قليلًا، ثم عاد، وخلفه امرأة مُزَيَّنَة، سروال أبيض فضفاض أعلاه، ضيق يلتصق بالساق قرب نهايته، قميص مشقوق عند الرقبة، كمان يهبطان إلى المعصم، مطيبة، ذات جمال عظيم.

لم يخبرني ابن عمي، من هي، ولم أعتقد، أنه من الصواب، الاستفسار، وجلسنا مرة أخرى، على الطاولة مع السيدة، وبقينا هنالك بعض الوقت، نتحدث، عن أشياء مختلفة، ثم قال لي، ابن عمي الأمير: ليس لدينا، وقت نضيعه، خذ هذه السيدة معك، وادخل بها التربة، ادخلا إلى هنالك معًا، وانتظراني، وأنا سأنضم إليكما، مباشرة.

أَمِين، لم أسعى لمعرفة المزيد، وقدمت يدي للسيدة، وبناءً، على التعليمات التي أعطاني إياها الأمير، ابن عمي، أوصلتها بأمان، إلى الوُجهَة المقصودة.

فما استقر بنا الجلوس، حتى جاء ابن عمي، ومعه طاسة فيها ماء، وكيس فيه طين، وآلة حَفْر. ثم، إنه جاء إلى قبر، في وسط التربة، ففَكَّه، ونقض أحجاره، إلى ناحية التربة، ثم، حفر بآلة الحَفْر، في الأرض، حتى كشف عن باب، وبان من تحت الباب، سلَّمٌ معقود، فالتفت إلى المرأة، وقال: سيدتي، هذه هي الطريق، التي تؤدي، إلى المكان، الذي ذكرته لك، فما تختارين؟

عِندَ هذه الكلمات، اقتربت السيدة، ونزلت على ذلك السلَّم، واستعد الأمير، لاتباعها، لكنه، التفت إليّ أولاً، وقال: هذا واجب علي، أنا ملزم لك، تَقَبَّل أفضل شكري، يا ابن عمي، وإذا نزلتُ أنا، فرُدَّ الترابَ كما كان، وهذا الطين الذي في الكيس، وهذا الماء الذي في الطاسة، ردّ القبر كما كان، حتى لا يعرفه أحد، وهذه حاجتي عندك.

فلما غاب عن عيني، فعلت ما أمرني به، حتى صار القبر كما كان، ثم رجعت إلى قصر عمي، فنمتُ تلك الليلة.

فلما أصبح الصباح، تذكرتُ الليلةَ الماضية، وما جرى فيها، بيني وبين ابن عمي، وندمت على ما فعلت معه، حيث لا ينفع الندم، ثم خرجت إلى التربة، وفتَّشْتُ عن القبر، فلم أعرفه، ولم أزل أفتش، حتى أقبل الليل، فرجعتُ إلى القصر، ولم آكل، ولم أشرب.

واشتغل خاطري بابن عمي، من حيث لا أعلم له حالًا، فاغتممتُ غمًّا شديدًا، وبِتُّ ليلتي مغمومًا إلى الصباح، فجئتُ ثانيًا إلى التربة، وأنا أفكِّر فيما فعله ابن عمي، وندمتُ على سماعي منه، وفتَّشْتُ في الترب جميعًا، فلم أعرف تلك التربة، ولازمتُ التفتيشَ سبعةَ أيام، فلم أعرف له طريقًا.

ومن الضروري، أن أبلغكِ، أن الملك، عمي، كان غائبًا طوال هذا الوقت، في الصيد، وزاد بي الوسواس، ولم أكن مستعدًا، لانتظار عودة عمي، الملك.

وبعد أن طلبت من وزرائه، الاعتذار عن مغادرتي، ارتحلت إلى مملكة والدي، وتركت وزراء عمي، قلقين، بسبب الاختفاء غير المعلل، للأمير، ولأنني، لم أستطع نقض الامانة، لم اقوى، على التقليل من قلقهم، من خلال الكشف لهم، عن أي جزء، مما أعرفه، وامرِئٍ، وَمَا اخْتَار.

ووصلت إلى عاصمة والدي، وخِلَافا، للعرف المعتاد، أَبَان عند بوابة القصر، حرسًا غَفِيراً، أحاط بي على الفور، وطالبت، بمعرفة السبب وراء ذلك، لَمّا، أجاب أحد أرؤُس السيف: اعترف الجيش، بالوزير، بأنه الملك.

قلت: وما جرى، على والدي؟!

أجاب: قتله الوزير، ونحن نترقَّب، ظهورك، وأعتقلك كسجين، باسم الملك الجديد.

أيتها القاضية! سيدتي! وما كانت دهشتي، وحزني!

فأخذوني، وأنا غائب عن الوجود بسبب هذه الأخبار التي سمعتها عن أبي، و

الرزءُ (لْمُصِيبَةُ) أَفجع لو أَطلت بكائي
والخطب أَوجع لو شققت حشائي
من لائمي في لوعتي وتفجعي
وتوجعي وترجعي وأَسائي (أسَى)
بصري وسمعي والفؤاد ومهجتي
ذهب الجَميع وقد سلبت عَزائي

فلما تمثَّلْتُ، بين يدي الوزير، الذي قتل أبي، وقد حمل هذا الوزير المتمرد، كراهية راسخة ضدي، منشودة لفترة طويلة، وكان سبب عداوته، أني كنت مولعًا، بضرب القوس، فاتفق، أني كنتُ واقفًا يومًا من الأيام، على الجزء العلوي، من القصر، وإذا بطائر نزل على الشرفة، فأردتُ أن أضرب الطيرَ، وإذا بالسهم أخطأَتْ، وأصابت عين الوزير، فأتلفَتْها، وبمجرد إحاطتي بهذا الحادث، ذهبت، وقدمت اعتذاري، للوزير، ومع ذلك، حمل كراهية قوية ضدي، وآتى، أدلة على سوء نيته، في كل فرصة، ولم يقدر، لأن والدي، كان ملك المدينة، فهذا سبب العداوة، التي بيني وبينه، فلما وقفتُ أمامه، في سلطته، أظهر كراهيته بأبشع طريقة، وأتلف عيني الشمال، فصرتُ من ذلك الوقت، أعور كما تروني، ولم تقتصر قسوته، وسوء معاملته، على هذا العمل المشين الدنيء، وأمر، بسجني في قفص، ونقلي بهذه الطريقة، إلى مكان بعيد، حيث الجلاد، يقطع رأسي، ويترك جسدي، لتلتهمه الطيور الجارحة.

فذهب بي السياف، وسار، حتى خرج من المدينة، وأخرجني من القفص، وأنا مكتوف اليدين، مقيَّد الرجلين، وأراد أن يغمض عينيَّ، ويقتلني، فأنشدت هذه الأبيات:

وَإِخْوَانٍ تَخَذْتُهُمُ دُرُوعًا
فَكَانُوهَا وَلَكِنْ لِلْأَعَادِي
وَخِلْتُهُمُ سِهَامًا صَائِبَاتٍ
فَكَانُوهَا وَلَكِنْ فِي فُؤَادِي
وَقَالُوا قَدْ صَفَتْ مِنَّا قُلُوبٌ
لَقَدْ صَدَقُوا وَلَكِنْ عَنْ وِدَادِي
وَقَالُوا قَدْ سَعَيْنَا كُلَّ سَعْيٍ
لَقَدْ صَدَقُوا وَلَكِنْ فِي فَسَادِي

فلما سمع السياف شعري، وكان سيَّاف أبي، ولي عليه إحسان، قال: يا سيدي، كيف أفعل، وأنا مأمور؟! ثم، قال لي: اذهب، ولا تَعُدْ إلى هذه الأرض، فتهلك، وتهلكني معك، وإِنَّكَ، لا تَجْنِي مِنَ الشَّوْكِ، العِنَبَ (أي، لا تجد عند ذي المَنْبِتِ السوء، جميلاً)، و

أَلا إِنَّما الإِخوانُ عِندَ الحَقائِقِ
وَلا خَيرَ في وُدِّ الصَديقِ المُماذِقِ (غير مخلص)
وَنَفْسُكَ فُزْ بِهَا إِنْ خِفْتَ ضَيْمًا (الظُّلْمُ، الإِذْلاَلَ)
وَخَلِّ الدَّارَ تَنْعِي مَنْ بَنَاهَا
فَإِنَّكَ وَاجِدٌ أَرْضًا بِأَرْضٍ
وَنَفْسُكَ لَمْ تَجِدْ نَفْسًا سِوَاهَا
عَجِبْتُ لِمَنْ يَعِيشُ بِدَارِ ذُلٍّ
وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ فَلَاهَا

فشكرته، على الرحمة التي أظهرها، وعندما وجدت نفسي وحدي، عزيت نفسي، على فقدان عيني، بتَأَمُّل، أنني نجوت للتو، من مصيبة أكبر، نجاتي من القتل.

وفي الحالة التي صرت، لم أستطع السفر، بسرعة كبيرة، فخلال النهار، أخفيت نفسي، في الأماكن المهجورة والخافية، وسافرت ليلاً، بقدر ما تسمح لي، قوتي، وأخيرا، وصلتُ الى بلد الملك، عمي، وتوجهت مباشرة إلى عاصمته، فدخلت عليه، وأعلمته بما جرى لوالدي، وشرحت، الحالة البائسة، التي رآني فيها.

واهٍ، صرخ ألما عمي، ألم يكن كافياً، أن أفقد ابني، ولكن، يجب أن أعلم أيضا، وفاة أخ، أحببته كثيرا، وأجدك، في الحالة المؤسفة، التي أراك فيها الآن!

وأبلغني عمي بالضيق، الذي عانى منه، "إن ابن عمك، قد فُقِدَ منذ أيام، ولم أعلم بما جرى له"، بسبب عدم حصوله، على أي أخبار، عن ابنه، على الرغم من جميع الاستفسارات، التي أجراها، وكل الاجتهاد، الذي بذله، وانسابت الدموع، من عيون هذا الأب المَنكُوب، وبدا لي مَفجُوعا، ولا أمكنني السكوت، عن حزنه، و

أدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتَنِبْ
واعدِلْ ولا تَظلِمْ يَطيبُ المَكسَب

باختصار، أعلمتُ الملك، بكل ما حدث.

هذا عزاء، قال الملك، ابن أخي العزيز، القصة التي أخبرتني بها، تمنحني القليل، من الأمل، وأعلم جيدًا، أن ابني، بنى هذا القبر، وشبه أعرف، في أي مكان، تم نصبه، وإذ تستذكر، أخدع نفسي، ربما، سنكون قادرين، على اكتشافه.

ولكن، بما أنه فعل كل هذا سرًا، وطلب منك أيضًا، عدم الكشف عن الحقيقة، فأنا أرى، أنه يجب علينا نحن الاثنين فقط، إجراء البحث، وأن التفصيل، لا يكن معروفًا في العُمُوم، ويجري على الالسن.

وكان لدى الملك، أيضًا، سبب آخر، أخفاه عني، لرغبته، في إبقاء هذا سرًا، وكان هذا السبب، كما ستظهر خاتِمَة قِصّتي، سببًا مهمًا، للغاية.

وقمت، أنا والملك خفية، من غير أن يعلم بنا أحد، ووصلنا التربة، فنظرت يمينًا وشمالًا، وأقْبَلَتْ عَليْنا الدّنْيَا، فتعرفت على القبر على الفور، ففرحت أنا وعمي فرحًا شديدًا، وأزحنا التراب، حتى كشفنا عن باب.

وبان من تحت الباب، سلَّم، وكان عمي، أول من نزل، وتبعته، مقدارَ خمسين درجة، أوصلتنا إلى أسفل الدرج، إلى نوع من غرفة انتظار، كانت مليئة، بدخان كثيف، كريه الرائحة، حجب الضوء، الذي أُرْسِلَ، من مصباح لامع.

ومن هذه الغرفة، مررنا، إلى غرفة أكبر بكثير، تم دعم سقفها، بأعمدة كبيرة، وأضاءتها، العديد من المصابيح، وعلى جانب من الغرفة، كان هنالك بئر، وعلى كل جانب آخر، لاحظنا أنواعًا مختلفة من المؤن.

وفوجئنا، بعدم العثور على أحد، ثم، مشينا، وإذا نحن بقاعة، وكان هنالك أريكة، ذات ارتقاء بضع درجات، وظهر سرير كبير جدًا، ستائره مسدلة.

وصعد الملك إلى السرير، وفتح الستائر، فنظر، فوجد، ابنه هو والمرأة التي قد نزلَتْ معه، صارَا فحمًا أسودَ، وهما متعانقان، و

سَألتُ المحبّين الّذي تحمّلوا
تَباريحَ هَذا الحبّ في سالف الدهرِ
فَقُلتُ لَهم ما يُذهب الحبّ بعدما
تَبوّأ ما بينَ الجَوانحِ والصدرِ
فَقالوا شفاء الحبّ حبٌّ يُزيلهُ
مِن آخر أو نأيٌ طويلٌ على هجرِ
أَو اليأس حتّى تذهل النفسُ بَعدما
رَجت طَمعاً واليأس عونٌ على الصبرِ

وحزنت على ابن عمي، وقلتُ: يا عمي، خفِّفِ الهمَّ، عن قلبك، وبكى، وبكيتُ، وقال لي: أنت ولدي، عوضًا عنه.

ثم، إني تفكَّرْتُ ساعةً، في الدنيا وحوادثها، مِن قتْلِ الوزير لوالدي، وأخذه مكانه، وتلَفِ عيني، وما جرى لابن عمي، من الحوادث الغريبة، ومقولة عمي، فاسترعى الدمع، فبكيت.

ثم، إننا صعدنا، ورددنا التراب، وعملنا القبر كما كان، سترا، وحجابا منيع، ثم، رجعنا إلى منزلنا، ولم يشعر بنا أحد، فلم يستقر بنا الجلوس، حتى سمعنا دقَّ طبول، وبوقات، ورمحت (جرت، ضربت) الأبطال، وامتلأت الدنيا، بالعجاج والغبار، فحارت عقولنا، ولم نعرف الخبر، فسأل الملك، فقيل: إن وزير أخيك قتله، وجمع العسكر والجنود، وجاء بعسكره، ليهجموا على المدينة، في غفلة، وأهل المدينة، لم يكن لهم طاقة بهم، فسلَّمُوا إليه.

فقلت في نفسي: متى وقعت أنا في يده، قتلني. وتراكمت عليّ الأحزان، وتذكرت الحوادث، التي حدثت لأبي وأمي، ولم أعرف كيف العمل، فإن ظهرتُ، عرفني أهل المدينة، وعسكر أبي، فيسعون في قتلي وهلاكي، فلم أجد شيئًا أنجو به، إلا حلق ذقني، فحلقتها، وغيَّرْتُ ثيابي.

بعد ذلك، لم يكن من الصعب، أن أخرج من المدينة، وعن طريق، الطرق المَهجُورة، وتجنب المدن، وصلت إلى مملكة أمير المؤمنين، هارون الرشيد، فسقط الخوف، وفكرت في الخطة، التي يجب أن أتبناها، وقررت، أن آتي إلى بغداد، وألقي بنفسي، تحت رحمة هذا الملك العظيم، الذي يحظى كرمه، بالإعجاب في كل مكان، وأحكي له قصتي، وما جرى لي، ولا شك، أنه سيتعاطف معي، ولن أطلب مساعدته، عبثا.

فوصلت إلى بغداد، بعد رحلة، من عدة أشهر، هذه الليلة، فوقفت حائرًا، ولم أدْرِ أين أمضي، وإذا بهذا الغريب، قد اقبل، وعليه أثر السفر، فسلم، فبينما نحن كذلك، وإذا برفيقنا، هذا الغريب الثالث، جاءنا، وسلَّمَ علينا.

وكان الوقت متأخرًا، ولم نعرف، أين نبحث عن سكن، في مدينة لم نكن فيها من قبل، وحُسْنُ الحَظّ، جلبنا إلى بابكم، واستقبلتمونا، بالبِرّ والإحسان، ولا نستطيع، أن نشكركم بما فيه الكفاية، وهذا سيدتي، هو ما أردتِني أن أروي، وهذا سبب حلق ذقني، وتلف عيني.

شكرا لك، قالت زبيدة، يمكنك الاِنصراف، متى شئت.

وناشد الغريب، زبيدة السماح له، بالبقاء، والاستماع، إلى مغامرات الأشخاص الآخرين، وتعجَّب الحاضرون من حديثه، وأدرك لُبَابَة الصباح، فسكتت، عن الحديث المباح.