أيام الاسبوع

١ - عند العرب

أسماء الأيام التي تستعمل اليوم لم تكن دوما كذلك، فكان زمن حيث استعمل العرب: الأوّل، الأهْون، الجُبَّار، الدُبَّار، المُؤْنِس، العَرُوبَة، والشِيار للدلالة على الايام.

الأوّل هو الاحد، والواحدُ هو أوّلُ عَدَدٍ منَ الحِسابِ، ويقال في ابتداء العدد: واحد، اثنان، ثلاثة إلى عشرة. وإن شئت قلت: أَحَد، اثنان، ثلاثة.

الأهْون اوِ الأَوْهَد هو الاثنين، وقيل فلا تَمْذُلْ بِسِرّكَ، كلُّ سِرٍّ... إذا ما جاوزَ الإثنينِ، فاشي، وقيل واعلم أن ابن آدم أعزُّ من الأسد، وأشد من العمد ما لم يصبه أدنى شوكة، وأدنى مرض، وأدنى مصيبة. فإذا أصابه شيء من ذلك وجدته أهون من الذرة، وأمهن من البعوضة، فلا يغررنك تجبره وتكبره وتفَرْعُنه واستطالته.

جُبَّار هو الثلاثاء، ويقال إذا أفلتت الدّابّة فقتلت إنسانا، فليس على صاحبها دِيَةً وجُبار، أي باطل. والثُلاثاء لمّا جُعِلَ اسماً جُعِلَت الهاءُ التي كانت في العدد مَدَّةً، فَرْقاً بين الحالَيْن، وكذلك الأربِعاء من الأربعة، فهذه الأسماء جُعِلَت بالمدِّ توكيداً للاسم، كما قالوا: حَسَنةٌ وحَسناءُ.

دُبَّار أو دِبار هو الأربعاء، ودِبَارُ الشَّيْءِ آخِرُهُ، وقيل فهل تعرف أيام الأسبوع في القدم؟.. فاستجل البيان. وأنشد:

لأول الأسبوع قيل أوهد
في قدم الدهر وأهون الغد
ثم جبار بعده دبار
مؤنس عروبة شيار

مُؤْنِس هو الخميس، والخميس مشتق من العدد، ويقال ابنُ العَشْر لعّابٌ بالقُلِينَ، وابنُ العِشرينَ باغي نِسِين، أي: طالب نساء، وابنُ الثلاثين أسْعَى السّاعينَ، وابنُ الأربعين أبطشُ الباطشينَ، وابنُ الخمسين ليث عِفِرّين (الرّجل الكامل). وابنُ الستين مؤنس الجَليسينَ، وابنُ السّبعينَ أحكمُ الحاكمين، وابنُ الثّمانينَ أسرعُ الحاسبينَ، وابنُ التّسعين واحد الأرذلينَ، وابنُ المائة لاجا ولاسا، أي: لا رجل ولا امرأة.

العَرُوبَة، وأصبح الجمعة لاجتماع الناس فيه، والعروبة هي خير، لقول الشاعر:

يا حُسْنَهُ عند العزيز إذا بدا
يومَ العروبة واستقر المنبرُ

الشِيار وهو السبت أي السكون والراحة، و الشِيارهي الحُسنُ السِمان، وتشاور القوم، أظهروا آراءهم، وكان للعرب دار الندوة فيها يتشاورون ويعقدون ألوية الحرب.

أؤمل أن أعيش وأنّ يومي
لأول أو لأهْـــوَن أو جبار
أو التالي دبار فإن أفته
فمؤنس أو عروبة أو شيار